شدّدت موسكو أمس على أن ما يسمى تفويض منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لا يسري على القرم ومدينة سيباستوبول اللتين أصبحتا جزءا من روسيا، مشيرة إلى دور البعثة في حل الأزمة الداخلية الأوكرانية والحفاظ على الحقوق الاجتماعية والسياسية لسكان المنطقة، متمسكة بحق الرد على العقوبات المفروضة عليها من الاتحاد الأوروبي، فيما يطغى الوضع في كييف على قمة الأمن النووي التي دعا إليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في لاهاي. وأعربت روسيا أمس عن أملها في أن تساعد البعثة في حل الأزمة الأوكرانية، ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للخارجية الروسية أن موسكو تأمل في أن تساعد بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في وقف نشاط عصابات القوميين والتوصل الى توافق وطني، وشدّدت الوزارة على أن تفويض البعثة يعكس الواقع السياسي والقانوني الجديد لكنه لا يسري على شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبول اللتين أصبحتا جزءا من التراب الروسي، وأشارت وزارة الخارجية إلى تبني المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس الأول لقررا نشر بعثة مراقبين خاصة تابعة له في كييف، وهو التوافق الذي جاء عقب مفاوضات مشتركة وشاقة لبحث الحلول المقبولة لدى كل الأطراف بمشاركة الدبلوماسية الروسية. إلى ذلك أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش عن أسف بلاده لقرار المجلس الأوروبي القاضي بتوسيع العقوبات على موسكو، وفي حديث صحفي أمس، قال لوكاشيفيتش: ”نعتقد أن الوقت قد حان للعودة إلى الأرضية البراغماتية من التعاون الذي يجسد مصالح دولنا”، وأكد لوكاشيفيتش تمسك الطرف الروسي بحقه في الرد المناسب على الإجراء المتخذ ضده، وكانت قائمة العقوبات الأوروبية الموسعة أو ما يعرف ب ”القائمة السوداء ” ضمت أسماء كل من دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء، وفلاديسلاف سوركوف مساعد رئيس الدولة، ورئيسة مجلس الاتحاد فالينتينا ماتفيينكو، ورئيس مجلس النواب ”الدوما” سيرغي ناريشكين ومدير وكالة ”روسيا سيغودنيا” الإخبارية دميتري كيسيليوف وأسماء أخرى. على صعيد آخر تتصدر الأزمة الأوكرانية أشغال قمة الأمن النووي التي جاءت بمبادرة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما يجتمع خلالها بأكثر من 50 من رؤساء وقادة العالم اعتبارا من يوم غد في لاهاي لبحث سبل تفادي شن هجمات إرهابية نووية، وتستمر القمة يومين وتشكل فرصة من أجل الدعوة الى اجتماع قادة دول مجموعة السبع للتباحث حول العقوبات بحق روسيا بعد تدخلها في شبه جزيرة القرم.