عشرة عمليات استئصال ثدي يوميا في مركز بيار وماري كوري بمستشفى مصطفى باشا تقصد مستشفيات الجزائر يوميا عشرات حالات الإصابة بسرطان الثدي الذي يعد أكبر أنواع السرطانات انتشارا بين الجزائريات وتجرى عشرة عمليات استئصال الثدي يوميا في مركز بيار وماري كوري بمستشفى مصطفى باشا وعادة تكون المرأة عندها قد وصلت إلى مراحل متأخرة من استفحال المرض. عملية استئصال الثدي في حد ذاتها وسيلة أخيرة لمحاولة التشبث بالحياة لأن أغلب النساء يتهربن منها نظرا لارتباط الزواج في الجزائر بالكمال الجسدي للمرأة التي ترى أن استئصال رمز أنثوي فيها معناه إحالاتها اجتماعيا على التقاعد وبأنها صارت غير صالحة للاستعمال، لهذا تفضل الكثير منهن خاصة العازبات الموت على إجراء العملية. في هذا الصدد، تؤكد الدكتورة آسيا موساي أنها ومن خلال معاينتها ”منذ فترة طويلة لمصابات بسرطان ثدي في مراحل متقدمة، مريضات عازبات لا يخشين المرض قدر خشيتهن من انخفاض الأمل في الزواج، يتكتمن على الخبر ويمنعن انتشاره ويرفضن رفضا باتا عملية الاستئصال، ويجاهدن في إقناع أنفسهن أن العلاج ممكن دون عملية تشوه أجسادهن وتقطع أمامهن طريق الزواج المنتظر بفارغ الصبر. اللعنة” وأضافت الدكتورة موساي المتخصصة في أورام سرطان الثدي بمركز بيار ماريكوري على صفحتها الخاصة على فايس بوك أن هناك ”أكثر من مليون ومائتي ألف امرأة تصاب سنويا بسرطان الثدي في العالم وأغلبهن يجرين عملية استئصال، ولا يصبن بالجنون. حتما هناك عدم تقبل لهذا النوع من العمليات وربما اكتئاب تتراوح حدته من امرأة إلى أخرى ومن بيئة اجتماعية إلى أخرى. وهناك أدوية تستخدم ضد السرطان تؤثر على الهرمونات ولكن لا يصل الأمر إلى حد الجنون. المشكل هنا في مجتمعاتنا هو ربط حياة المرأة بالزواج وربط الزواج بكمالها الجسدي”. وكانت المحامية بن براهم قد أطلقت مبادرة لقيت الكثير من الاستجابة تضم هيئة دفاع مجانية ”تطوع فيها أكثر من 700” محامي للدفاع مجانا والمرافعة أمام المحاكم عن ضحايا الطلاق بسبب مرض السرطان وأكدت بن براهم في تصريح للفجر أن هذه المبادرة كانت لها آثار طيبة لكنها غير كافية بل يجب توسيع إجراءات الاهتمام وتوفيرالرعاية لضحايا هذا المرض فالمرأة في النهاية غير مسؤولة عن إصابتها بالمرض. وأضافت أن الرجل من حقه أن يعيد الزواج في حال كانت زوجته المصابة بالسرطان غير قادرة على أداء واجباتها الزوجية لكن من حق الزوجة أن تحضى بالرعاية والحماية في بيتها معززة مكرمة. ودعت بن براهم إلى تعميم الاستفادة من الضمان الاجتماعي للنساء وتوسيع حملات التوعية بضرورة إجراء فحوصات السرطان في وقت مبكر وإن اقتضى الأمر وضع شرط في عقود العمل يجبر النساء على إدراج وثيقة الفحص في ملفهن الوظيفي مثلما تشترط بعض الوظائف إدراج ملف طبي يؤكد السلامة العقلية والنفسية للموظف، ففي النهاية الإجراء سيكون في صالح النساء. كما أكدت بن براهم أننا كمجتمع مدعون جميعا لنشر الوعي بضرورة تغيير المفاهيم المرتبطة بالأنوثة وتعزيز قدرات النساء وثقتهن في أنفسهن فالزواج ليس نهاية الحياة ولا بدايتها لكنه جزء منها فقط. من جهة أخرى، قالت بن براهم أن الجزائر مدعوة كدولة لرفع طلب تعويض لفرنسا بخصوص التجارب النووية التي أجرتها في الجزائر لأن الدراسات العلمية تؤكد أنه بعد 50 سنة يمكن أن تظهر الآثار السلبية لهذه التجارب والتي بدأت فعلا في الظهور. ويمكن الإثبات علميا أن المناطق التي مسها الإشعاع تسجل نسب كبيرة من الإصابات بأمراض السرطان.