قال الناقد السينمائي، محمد عبيدو، إنّ التجربة السينمائية النسائية الجزائرية تبدو متأخرة عن مثيلتها في الوطن العربي، مقارنة بمصر، التي تعدّ - حسبه - رائدة في الإخراج السينمائي النسوي، والمغرب كذلك، بسبب غياب رؤية واضحة وعدم ملامستها للواقع بشكل كبير، لكن برزت مؤخرا وحققت نجاحا. وأشار المختص محمد عبيدو، لدى نزوله ضيفا أول أمس على فضاء ”موعد الأربعاء”، الذي نظمته مؤسسة فنون وثقافة بالعاصمة، إلى أنّ التجارب النسوية الجزائرية في الإخراج السينمائي، رغم التعثرات والمشاكل، استطاعت إثبات وجودها في المحافل الدولية لاسيما العربية، بعد تتويجها بعديد الجوائز الكبيرة. وذكر محمد عبيدو المخرجة أمينة شويخ، وجميلة صحراوي، التي حازت على ثلة من الجوائز بمهرجانات أجنبية وعربية من خلال فيلمها الأخير الموسوم ب”يمّا”. إضافة إلى الكاتبة آسيا جبار التي اعتبر تجربتها الثقافية والكتابية تأسيسية على أعلى مستوى. مشيرا إلى أنّ هذه المبدعة استكملت - حسبه - الكتابة النسوية وجعلتها محفل قائم بذاته، موضحا أن آسيا جبّار فتحت أمام النساء الجزائريات باب السينما على مصراعيه، في وقت كان الأمر مستعصيا على النساء لخوض العمل في هذا الميدان الحسّاس. وذكر الناقد السينمائي أن مؤلفه الذي يحمل عنوان ”تجربة المرأة العربية في الإخراج السينمائي” قيد الطبع بالمؤسسة الوطنية للاتصال والإشهار، وأوضح أنه يريد من وراء هذا العمل أن يقدم رؤية تأريخية نقدية لغياب المكتبة العربية بمثل هذه الكتب، على حد قوله. وفي السياق أوضح عبيدو أنّه خصص للتجربة الجزائرية فصلا كاملا في مؤلفه الذي سيصدر قريبا عن منشورات ”لاناب”، يضم حوالي 40 مخرجة جزائرية، وهي تجربة وصفها مهمة رغم أنّها تقلّ نوعا ما عن تجارب النساء في كل من المغرب ومصر، التي قدمت فيها نساؤهم كم من فيلم، لكن تطرق فيها إلى مواضيع مهمة قدمتها آسيا جبّار وغيرها، انطلقت من الواقع من خلال دراسة أنثروبولوجية. وفي السياق ذاته يعتقد عبيدو أنّ المرأة المخرجة في السينما الجزائرية والعربية أكثر جرأة من الرجل، بتعبيرها الإبداعي وفي مقاربتها للواقع على حقيقته، عكس الرجل الذي يتناوله بشكل سطحي لا يرقى إلى الصدق. وأشار إلى أنّ هذه المغامرة وهذا الطرح، إضافة إلى معايشتها للقهر الذي يفرضه الذكر عليها في جوانب متعددة، جعلها تبرز وتثبت ذاتها وتكثّف من إنتاجها والدليل حضورها في فعاليات سينمائية مختلفة وبأفلام جريئة وقوية.