شكل موضوع ”الرحلات العلمية عند السلف وسبل إعادة بعثها” محور أشغال الندوة العلمية الثانية عشر للعلامة سيدي محمد بلكبير، التي نظمت بداية الأسبوع بأدرار. وتهدف هذه التظاهرة الدينية التي بادرت إلى تنظيمها لجنة الشؤون الإجتماعية والثقافية والرياضة والشباب لبلدية أدرار، بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، إلى إبراز الرحلات العلمية للشيخ العلامة الراحل سيدي محمد بلكبير طيلة مسيرته العلمية والتعليمية التي نذر فيها حياته لنشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة والوسطية والعلوم الفقهية بين أفراد المجتمع، مثلما أشار إليه رئيس اللجنة بن زيتة مصطفى. ومن جهته أوضح مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية أدرار، بكراوي عبد الرحمان، أن هذا اللقاء يعد وقفة لاستخلاص العبر من هذه الشخصية الفذة الذي ”أصبح أحد رموزنا وتاريخنا نتيجة ما بذله من جهود في حماية هوية أجيال متعاقبة من التميع والدجل” خلال رحلاته التي كان لها الأثر الإيجابي في بناء و تكوين شخصيته العلمية والتربوية والأخلاقية التي استثمرها في مساره الإصلاحي والتعليمي. وتضمنت أشغال هذا اللقاء الذي احتضنته دار الثقافة بأدرار على مدار يوم واحد بتأطير لمشائخ وأئمة وأساتذة، عدة محاضرات تناولوا فيها الرحلات العلمية في حياة الشيخ سيدي محمد بلكبير من منطقة تمنطيط إلى تلمسان والبقاع المقدسة وتفقده لطلبته في مساجدهم. كما تم التطرق إلى مفهوم الرحلات العلمية وتاريخها وأشهر أعلامها، والرحلات العلمية عند علماء منطقة توات وأثر الترحال في تكوين الشخصية العلمية إلى جانب سبل إعادة بعث هذه الرحلات في ظل المعطيات المعاصرة. وفي هذا السياق ركز الجامعي باعثمان عبد الرحمن، في مداخلته حول ”أثر الإرتحال العلمي في تكوين الشخصية العلمية”، على رحلات أعلام منطقة توات من أمثال شيخ المرتحلين سيدي عبد الرحمن باعومر التينيلاني والشيخ أبو حفص عمر بن عبد القادر، مبرزا دور هذه الرحلات في صقل مواهبهم وتكوينهم العلمي. وتم بالمناسبة تكريم 7 فائزين من الطلبة الفائزين في مسابقة نظمت في حفظ السنة النبوية العطرة، من أصل 37 مشاركا في هذه المنافسة العلمية، شملت منح رحلات عمرة وأجهزة إعلام آلي. للإشارة فقد شهد مسجد الشيخ سيدي محمد بلكبير بمدينة أدرار، ليلة الجمعة، حفل قراءة الفاتحة ترحما على روحه والتي أقيمت بعد صلاة العشاء بحضور السلطات المحلية وجمع غفير من طلبة الشيخ ومريديه، الذي توافدوا من عدة ولايات من الوطن.