تابعت محكمة بئرمرادرايس، نهاية الأسبوع الفارط، لاعب كرة قدم بفريق مولودية الجزائر / أشبال المدعو ”م. محمد” رفقة صديقه التاجر ”س. شعيب”، الموجودين رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية بالحراش، بتهمة السرقة تحت وقع التهديد التي قام برفعها ضدهما أحد التجار، أين اتهمهما بالإستيلاء على مبلغ 65 مليون سنتيم عن طريق الإعتداء عليه بالضرب. مجريات ملف قضية الحال تعود لدين كان بذمة المتهم ”س. شعيب” لصالح الشاهد في القضية الحالية، وهو صاحب شركة خاصة ببيع المنتجات الإلكترونية، والمقدر ب65 مليون سنتيم، حيث اتفق الطرفان على تسديد جزء من الدين عن طريق توقيع وثيقة سداد جزئي للدين في بلدية دالي إبراهيم. وبناء على هذا الإتفاق توجه الطرفان للبلدية السالفة الذكر، حيث أحضر معه المتهم ”س.شعيب” المتهم الثاني كشاهد رفقة والده. كما قام بإحضار الضحية معه كي يسلمه المبلغ المتفق عليه، كونه هو الآخر يدين للضحية بمهذا المبلغ أو ما يسمى في مجال المعاملات التجارية حوالة الدين. وبعد أن التقى الأطراف أمام باب البلدية توجه ”س. شعيب” والشاهد لسيارة الضحية وسلموه المبلغ المقدر ب65 مليون سنتيم، الذي من جهته غادر المكان. فيما توجه باقي الأطراف إلى البلدية قصد توقيع الوثيقة. غير أنه، على حد ما جاء في شكوى الضحية، وبمجرد أن تم توقيع الوثيقة، قام كلا المتهمين بتتبع الضحية على متن دراجتهما وقاموا بمطالبته بالمبلغ المسلم له من قبل الشاهد، ونتيجة رفضه ذلك قاموا بضربه بعنف وانتزعوا منه جزءا كبيرا من المبلغ المقدر ب56 مليون سنتيم، بعد عجزهما عن الإستيلاء عليه كاملا. ليجد الضحية نفسه مضطرا للإستنجاد بالشاهد الذي لحقه لمركز أمن دالي إبراهيم، أين قيدوا الشكوى بعد أن وجدوا المتهمين في مركز الشرطة. فقام الضحية بتقييد شكوى ضدهما ومتابعتهما بالتهمة السالفة الذكر التي على أساسها تم إيداعهما رهن الحبس المؤقت بأمر من وكيل الجمهورية. المتهم ”س.شعيب” أنكر بمثوله للمحاكمة الوقائع التي جاء بها الشاهد في ظل غياب الضحية عن جلسة المحاكمة، مصرحا أن الرواية التي جاء بها الضحية والشاهد لا أساس لها من الصحة، مصرحا أنه يوم الواقعة الضحية تقدم مع الشاهد لمركز البلدية كشاهد لا غير، وأنهم توجهوا لسيارته لكي يقوم بحساب المبلغ، غير أنه فر بالمبلغ. وبعد حدوث مناوشات بينه وبين الشاهد حاول استرجاع مبلغه من الضحية، حيث تتبعه رفقة المتهم الثاني على متن دراجتهما قصد استرجاع مبلغهما وديا، غير أن الضحية رفض الأمر بما جعله ينتزع منه المبلغ دون أن يسبب له أي أذى جسماني. كما عبر المتهم عن خجله الكبير من صديقه المتهم الثاني الذي زج به في السجن نتيجة استدعائه للإدلاء بشهادته، ليشير دفاعه أن القضية ما هي إلا دعوى كيدية من حياكة الضحية والشاهد قصد ابتزاز المتهم ”س.شعيب” ليقر أنه يدين له بمبلغ خيالي وبالتالي يسلمه هذا المبلغ، حيث حاول في العديد من المرات ابتزاز أسرته عارضا عليهم إطلاق سراحه مقابل أن يسلموه مبلغ 650 مليون سنتيم، رغم أن المتهم سدد كل ديونه التي في ذمته ولم يبق له إلا المبلغ المقدر ب65 مليون سنتيم. وأن الوقائع غير منطقية كون المتهم إن كان ينوي الإضرار بالضحية والشاهد لما توجه للبلدية مبديا نيته في إرجاع المبلغ محل المتابعة، وهو برفقة والده الذي يملك سيرة حسنة وهو إطار سام بالدولة. كما استنكر بشدة الدفاع غياب الضحية وهذا دليل على سوء نيته. من جهته المتهم ”م.محمد” أنكر ما نسب له هو الآخر، مصرحا أنه زج في القضية على خلفية قيامه بإسداء معروف لصديقه المقرب، والمتمثل في الإدلاء بشهادته، ليجد نفسه وراء القضبان رغم سمعته وسيرته الحسنة. وأمام ما سلف ذكره، وبعد المداولة القانونية وبنفس الجلسة، نطق قاضي الجنح بحكم البراءة في حق المتهمين.