الربيع العربي اخترعه الغرب لزعزعة استقرار العالم العربي انتقد الروائي رشيد بوجدرة موالاة بعض المثقفين الجزائريينلفرنسا، بعد ترددهم المستمر على هذه الأخيرة في عديد المناسبات، ووصفهم ب”الشياتين” لها بشكل كبير، قائلا ”هناك كتّاب ”شياتون” لفرنسا وأنا لا ”أشيّت” لأحد مهما كان”. كما أشار أنّ الربيع مصطلح اخترعه الغرب لزعزعة أمن واستقرار العالم العربي، بدليل أنّ الثورة التونسية قامت في عزّ الشتاء ما ينفي ”الربيع العربي”. قال الروائي الجزائري رشيد بوجدرة، أولّ أمس، بقاعة ”قم ترى” بفندق الأوراسي في العاصمة، لدى تقديمه النسخة الجزائرية لروايته الجديدة الموسومة ب”ربيع”، والصادرة عن منشورات البرزخ، بحضور مثقفين وإعلاميين، إنّ ثلة من الكتّاب العرب ومنهم الجزائريون كانوا يتحدثون بادعاءات وكذب عمّا حدث في العالم العربي دون أن يقولوا الحقيقة، التي تعكس أننا جميعا ضحايا لهذه الحرب الظلامية ولهذا التاريخ الذي اصطنعه الغرب. مضيفا ”هذا ما يعطي انطباعا بموالاتهم للغرب لاسيما فرنسا، التي ”يشيّتون” لها باستمرار”. وصرّح في السياق بأنّه لا ”يشيّت” لأحد مهما كان. وأشار الروائي بوجدرة في سياق حديثه عن الربيع العربي أنّ تفاؤله في بداية الثورات العربية التي مست كل من تونس، ليبيا وسرويا، واليمن، سرعان ما تلاشى وانقلب إلى رفض بعد اكتشافه لحقيقة الوضع والكذبة التي انطلت على الشعوب العربية وحكامهم بهدف تقسيمهم وزعزعة أمن بلدانهم حتى لايعيشوا في سلام، متسائلا ”كيف يصفونه ب”الربيع” والثورة التونسية قامت في عزّ الشتاء”؟؟. وأكدّ بوجدرة أنّ الجزائر مرّت بربيعها يوم 5 أكتوبر سنة 1988، بلا فوضى على غرار ما حدث ويحدث في بعض البلدن العربية اليوم، التي سارت نحو الخراب والمجهول، حيث أبدى أسفه وخيبته من كلّ ما جرى بهذه الدول التي كان بعضها نموذجا للحرية واللائكية، على غرار تونس التي باتت اليوم زمام أمورها بيد الإسلاميين. كما هاجم في السياق ذاته الغرب متهما سياسته العدائية والعنصرية تجاه العرب، بدليل أنّه لا يتوانى في زرع الفتن في أية زمان ومكان بهدف تحقيق أهدافه والحفاظ على مصالح الإستراتيجية وأمنه القومي واقتصاده دون مبالاة بمصالح الآخرين. وعن روايته ”ربيع” ذكر بوجدرة أنّها رواية تغوص في التاريخ الذي يشغله منذ سنوات ويسكنه، بطريقة موضوعية وبتناص كبير، يبرز ويشرح فيها للعرب كيف حدثت الحروب منذ 1914 إلى غاية 2014، وبأنّ الساسة هم أصحاب الألم ومخترعو الحرب وأسباب ما حدث عبر القرن الماضي ويحدث الآن. قائلا:”تحركت الأوضاع في سوريا وجب الذهاب والمشاركة، تحركت في بلد آخر وجبت المشاركة، وهكذا دواليك”. كما لم يغفل بوجدره إبرازه لحدود الحضارات وكيفية التحاور والتعايش مع الآخر من منطلق ”لكم دينكم ولي دين”. وجسدها في قصة حقيقة عن فتاة تدعى ”ثلج” عداءة أولمبيبة في 400 متر، ثلاثينية العمر، تعمل أستاذة للعربية في إحدى الجامعات الجزائرية، تعيش حياة أليمة وأزمة نفسية عميقة، بسبب تعرضها للاغتصاب يوم كانت في ال7 من العمر، أين فقدت والدتها أيضا في تلك الفترة بعدما اغتالها المتطرفون الإستئصاليون، فلا تجد من عزاء لوضعيتها الكارثية سوى الغوص في قراءة الأدب العربي وتاريخ الإسلام بفجائعه الكثيرة، ولتجاوز الواقع والتاريخ المليء بالزيف والحقد، حيث تقرر ”ثلج” التي غاصت في التاريخ من خلال ما نقله لها والدها حول الأحداث المؤلمة التي شهدتها الجزائر سنة 1988. ومع توالي الأحداث التي انطلقت من قرية ”مشونش” بالأوراس، تتعرف ”ثلج” على فتاة إسبانية تقيم معها في نفس العمارة، بعد أن جاءت إلى الجزائر بحثا عن العمل، عقب الأزمة المالية التي ضربت سوق العمل في أوروبا، فتقع في عشقها وهنا تبدأ خيوط مواضيع الجنس بين النساء التي قال عنها بوجدرة أنّها تبدو صعبة لأن يتفهمها المجتمع أويتقبلها عكس العلاقات الجنسية للرجال مع النساء. وقد كتب روايته بلغة شعرية وبأسلوب جميل، متضمنة مواقفه المعتادة ضد تسلط الأنظمة العربية على شعوبها، وكذا انتقاداته للتيارات الإسلامية. تجدر الإشارة أنّ الطبعة الفرنسية من رواية ”ربيع” قد صدرت منذ شهر بفرنسا عن منشورات ”غراسيه”.