كشفت أمس، مصادر فرنسية عن تأجيل فرنسا إعادة تنظيم تواجدها العسكري في منطقة الساحل الإفريقي التي كانت تخطط لنشر آلاف الجنود على الحدود، مؤكدة أن الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع جان إيف لودريان، إلى الجزائر، سعت إلى الحصول على دعمها لإحياء عملية المصالحة بين الحركات المسلحة والحكومة المركزية في مالي. وأوضحت تقارير إعلامية في ورقة بعنوان ”كيدال تهدد نجاح العملية الفرنسية في مالي”، نشرتها جريدة ”لوفيغارو”، أن الآثار المترتبة عن الاستيلاء على مدينة كيدال شمال البلاد من قبل المتمردين الطوارق جادة بالفعل، ما اضطر فرنسا إلى تأجيل إلى أجل غير مسمى، إعادة تنظيم وجودها العسكري في منطقة الساحل، وإرسال تعزيزات إلى شمال مالي، خاصة بعد إعلان وزير الدفاع المالي، سومايلو بوباي مايغا، أن ”القوات المالية سجّلت مقتل أكثر من 50 جنديا” في مواجهات كيدال الأخيرة شمالي مالي مع المجموعات المسلحة. وتأمل باريس أن تكون المصالحة عبر محاور سياسية وليس عسكرية تضم كافة الأطراف في شمال البلاد مع باماكو، وأشارت إلى اقتناع منها بأن الحل لكيدال لا يمكن أن يكون إلا سياسيا، لهذا زار وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، الجزائر، الأسبوع المنصرم، والتقى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومسؤولين عسكريين من أجل الحصول على دعم من الجزائر لإحياء عملية المصالحة بين الشمال والجنوب، وناقش مع الرئيس بوتفليقة ”تجسيد اتفاق الدفاع بين البلدين الساري المفعول منذ فيفري الماضي، إلى التعاون بشكل عام على المستوى العسكري وفي مجال التسليح، لأن ذلك يندرج ضمن مسؤولياتي”. وأوقعت الحرب الفرنسية في مالي حكومة هولاند في ورطة مالية، وهو ربما ما دفعها إلى محاولة الاستعانة بالجزائر للخروج بأقل الأضرار، فقد حذر الوزير الفرنسي لودريان، أول أمس، أن أي تخفيضات أخرى في الميزانية العسكرية من شأنها إعاقة عمليات الجيش وقدراته، وسط تقارير تفيد بأن كبار الضباط سيستقيلون إذا فرضت الحكومة المزيد من التقشف.