"راند" توصي وزير الدفاع الأمريكي بالتدخل العسكري المباشر وبعمليات سريّة في أراضي الأزمات تلقى وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هاغل، تقريرا من مؤسسة ”راند” التابعة للبنتاغون، بإعادة النظر في الشراكة الأمنية طويلة الأجل مع الجانب الجزائري، بسبب ما يحاك للقارة الإفريقية ومنطقة الساحل الصحراوي من تهديدات عابرة للحدود من قبل ”الجماعات الإرهابية”. أشار التقرير الذي أعدّته مؤسسة ”راند” لمكتب وزير الدفاع الأمريكي، بعنوان ”تهديد مستمر.. تطور القاعدة وباقي المجموعات الجهادية السلفية”، الذي تحوز ”الفجر” على نسخة منه، إلى شراكة طويلة الأجل مع مجموعة صغيرة من بلدان إفريقيا من ضمنهم الجزائر، نيجيريا، الصومال، ليبيا، ومصر، إلى جانب مالي، وتونس. وقد طالب المصدر قيادة البنتاغون ب”إعادة تقييم هذه التصنيفات بناء على بيئة التهديد وقدرة الحكومات المحلية على مواجهة الجماعات الإرهابية”. وتناول تقرير المؤسسة الأمريكية الممولة من ”الكونغرس” وتعمل برعاية مكتب وزير الدفاع الأمريكي والقوات البحرية ووكالات الدفاع واستخبارات الجيش، والذي اعتمد على عمل استخباري ميداني، حركة نمو السلفية الجهادية في العالم، حيث قادته المعطيات تلقائيا إلى سوريا، لكونها تعدّ الآن ”الملجأ الأبرز للمجموعات السلفية الجهادية في منطقة شرق البحر المتوسط”. وحسب معطيات التقرير ”المؤلف من حوالى 100 صفحة”، فإنّ عدد المجموعات السلفية الجهادية زاد بنسبة 58 في المائة من عام 2010 حتى 2013، ومثلت ليبيا الحدودية مع الجزائر، الملاذ الأكثر نشاطا لها في شمال إفريقيا، وسوريا ”الجاذب الوحيد والأهمّ لمقاتليها”، كما بلغت نسبة الهجمات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 99 في المائة خلال عام 2013، وهي أعلى نسبة سجّلت في تاريخ تلك المجموعات. ويكتفي تقرير ”راند” بذكر ”مصادر تمويلية من دول خليجية وشرق أوسطية”، ثم يصف لاحقاً تلك ”المصادر الممولة” بأنها تدعم المجموعات على أساس ”طائفي ومذهبي” في الصراع السنّي - الشيعي في المنطقة. وهنا يشير التقرير إلى أنّ أكثر من 10 آلاف مقاتل أجنبي جاؤوا إلى سوريا للقتال فيها، 1500 منهم جاؤوا من أوروبا. وأوصت مؤسسة ”راند” في ختام تقريرها، المرفوع إلى مكتب وزير الدفاع الأمريكي في تقرير سمّته ”خيارات استراتيجية” لمواجهة نموّ الحركات السلفية الجهادية، بالتدخل العسكري المباشر لملاحقة تلك المجموعات واستهدافها أو القضاء عليها من خلال عمليات سريّة تنفذّها وكالات أمريكية سرية، لكن في ذلك أخطار عديدة على الولاياتالمتحدة وعلى البلدان التي ستجري فيها العمليات، حسب ذات المصدر، أما الخيار الثاني فيتمثل في دعم الحكومات المعنية وتعزيز قدراتها على المواجهة. ويرى خبراء ”راند” أن هيكلية المجموعات الجهادية قد تطورت وابتعدت عن النمط المركزي، إذ ”توزع قرار القيادة والتحكم على أربعة مستويات، منها مجموعة النواة المركزية للقاعدة بزعامة أيمن الظواهري ومقرها الأراضي الباكستانية، ومجموعتان في ساحات سوريا والصومال واليمن وشمال إفريقيا أعلنتا الولاء للنواة المركزية، منهما تنظيم دروكدال، ومختار بلمختار بحركة المرابطون الإرهابية.