بدأت المخابرات الأمريكية في مراقبة الحركات السلفية الجهادية في الدول العربية، بعد صعود التيار السلفي الجهادي في دول الربيع العربي. وتلقى تائبون تخلوا عن العمل المسلح، وسجناء سابقون، تم الإفراج عنهم في إطار المصالحة، اتصالات من مؤسسات بحث في الولاياتالمتحدةالأمريكية للإدلاء بشهاداتهم حول النشاط السلفي الجهادي في الجزائر وتأسيس تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. فتحت مصالح الأمن تحقيقا حول اتصالات تجريها مؤسسات بحث أمريكية عدة، عدد منها هي مجرد واجهة لنشاط تجسسي، مع تائبين وسجناء سلفيين جهاديين جزائريين سابقين، وقالت مصادرنا إن عددا من السجناء السابقين أبلغوا مصالح الأمن بأنهم تلقوا اتصالات من أشخاص قالوا إنهم يمثلون مشاريع بحث أمريكية تتعلق بأوضاع الجماعات السلفية الجهادية في شمال إفريقيا والساحل. وتشير المعلومات إلى أن وزارة الدفاع وأجهزة المخابرات الأمريكية بدأت في مراقبة الجماعات السلفية في أغلب الدول العربية بعد صعود التيار السلفي الجهادي. وقد موّلت وزارة الدفاع الأمريكية، في إطار برامج خاصة للدراسات الأمنية والدفاعية، دراسات أمنية دقيقة حول تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والجماعات السلفية الجهادية التي ظهرت في الجزائر، بالإضافة إلى دراسة شهيرة أجرتها ويست بوينت حول دور السلفيين الليبيين في تنظيم القاعدة الدولي. وقال مصدر متابع للملف إن تائبين تخلوا عن العمل المسلح ويخضعون لبرامج مراقبة أمنية أبلغوا مصالح الأمن بأنهم تلقوا اتصالات هاتفية واتصالات عبر الأنترنت من مؤسسات بحثية أمريكية منها مؤسسة ''مينيت جيو'' التي تتعاون مع مركز الدراسات الخاص بالأكاديمية العسكرية الأمريكية ''ويست بوينت'' ومع شركة راند المتخصصة في الدراسات الدفاعية التي تنجز الدراسات لصالح وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون. وقالت مصادرنا إن الاتصالات تمت مع أفغان جزائريين، وأعضاء قدامى في الجيش الإسلامي للإنقاذ والجماعة الإسلامية المسلحة. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الدراسات تتعلق بالبنية التنظيمية للجماعات السلفية الجهادية في الجزائر والخلفية الفكرية لكبار القادة والأمراء، ودور الأفغان العرب في النشاط المسلح والمناطق التي شهدت أكبر قدر من النشاط الإرهابي في سنوات التسعينات، وأهم منظري العمل المسلح ضد السلطة في الجزائر، بالإضافة إلى النشاط العسكري للجماعات السلفية الجهادية، وشبكات تجنيد وإرسال المقاتلين إلى العراق وسوريا. وتركز الدراسة الحالية على 4 مناطق هي العاصمة، البليدةتلمسان ووادي سوف. ولم يستبعد متابعون للشأن الأمني أن تكون الاتصالات الحالية مجرد غطاء لنشاط تجسسي جديد تقوم به الولاياتالمتحدةالأمريكية على الجماعات السلفية الجهادية في الجزائر، بعد تنامي قوة هذه الجماعات في دول الربيع العربي. وكانت المخابرات الأمريكية قد حصلت، ابتداء من عام 2002، في إطار الحرب على الإرهاب، على معلومات دقيقة من تائبين جزائريين، حول بنية الجماعة السلفية ومشاريعها في دول الساحل الإفريقي، ولم تكتف المخابرات الأمريكية بالمعلومات التي حصلت عليها من عملاء جزائريين وأفارقة حول نشاط الجماعة السلفية وتنظيم القاعدة، فنصبت قواعد تنصت في منطقة تاودني بشمال مالي لرصد تحركات الجماعة السلفية، كما اخترقت شبكات تهريب الأسلحة وغيرها من العصابات المفيدة في مواجهة القاعدة في الساحل منذ عام 2002، وأثمرت المعلومات التي حصلوا عليها في اعتقال عبد الرزاق البارا، في مارس عام 2004، حيث تم اعتقاله بالوكالة من طرف حركة الديمقراطية والعدالة التشادية.