فشل كما هو معلوم المنتخب الجزائري في تحقيق نتيجة إيجابية في أول خرجة له في كأس العالم المقامة حاليا بالبرازيل، بعدما مني بهزيمة أمام المنتخب البلجيكي بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد. ورغم أن الخضر كان أقرب إلى تحقيق نتيجة إيجابية على الأقل الخروج بنقطة واحدة، إلا أن المستوى العام الذي أظهرته التشكيلة الوطنية كان محل انتقادات كبيرة، سيما على مستوى الدفاع الذي أضحى أحد نقاط ضعف المحاربين في الآونة الأخيرة في المواجهات الثلاث السابقة، حيث جدد الخط الخلفي للمنتخب أخطاءه أمام بلجيكا بعد نكساته خلال الاختبارين الوديين أمام أرمينيا ورومانيا. رغم أن الخضر خاضوا مرحلة أولى في المستوى، إلا أنه سرعان من تراجع أداؤهم في الشوط الثاني، فاتحين المجال للبلجيكيين الذين استعرضوا عضلاتهم مستغلين الأخطاء الدفاعية لرفقاء حليش، وكذا الإرهاق والتعب الذي نال من التشكيلة الوطنية. وبغض النظر عن قوة المنتخب البلجيكي الذي لم يفاجئنا أداؤه خاصة في الشطر الثاني من المواجهة، إلا أن هناك عدة عوامل ساهمت في هذه الخسارة التي نبرزها أساسا في الخيارات العشوائية التي انتهجها الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، سيما في الشوط الثاني، حيث أن فلسفة البوسني في القرارات التي اتخذها بعد استبداله لبعض اللاعبين لم يأت في وقته، في إشارة إلى إاخراج سوداني المتألق وإدخال سليماني، إلى جانب الاستعانة بلحسن وإخراج محرز، ما جعل هذه الخيارات تنقلب عقبا على المنتخب الجزائري الذي كان متفوقا في حدود 70 دقيقة، قبل أن يعود الشياطين الحمر إلى الواجهة في العشرين دقيقة الأخيرة، وكان بإمكان كتيبة المدرب ويلموتس أن تزيد الغلة لولا تألق الحارس مبولحي. في المقابل فإن خسارة بلجيكا لا يمكن أن نختزلها فقط في الأخطاء الدفاعية وكذا في خيارات الكوتش، بل أن نقص الخبرة لدى لاعبي الخضر ساهم شكل كبير في عدم قدرتنا على الحفاظ على مكسب الهدف الوحيد الذي سجله فيغولي، رغم أن المنتخب الجزائري ضم في صفوفه بعض العناصر التي كانت حاضرة في مونديال جنوب إفريقيا على غرار حليش وبوڤرة، لكن هذا لم يشفع لهذا الثنائي في تأمين شباك مبولحي وقيادة الخضر إلى تحقيق أول فوز له منذ مونديال 1982. يأتي كل هذا في الوقت الذي انتقد فيه البلجيكيون على لسان مدرب المنتخب الأول فيلموتس طريقة لعب الخضر التي قال بأنها دفاعية محضة وأن رفقاء بوڤرة رفضوا المغامرة في الهجوم ومواجهة منافسهم. مبولحي يستحق أن يكون الحارس الأول للخضر وأنقذنا من هزيمة قاسية ورغم أن حارس الخضر رايس مبولحي تلقت شباكه ثنائية في وقت حساس جدا، إلا أن هذا لن يقلل أبدا من المستوى الكبير الذي أظهره حارس سلافيا صوفيا البلغاري، حيث أدى مبولحي أحد أحسن مبارياته مع الخضر منذ التحاقه بهذا الأخير، واستحق أن يكون الحارس الأول للمحاربين، حيث كانت مواجهة بلجيكا لتكشف عن إمكانات مبولحي الذي وفق في العديد من المرات في إبطال الهجمات المتتالية لرفقاء هازارد، وكان بإمكان المنتخب البلجيكي في المرحلة الثانية أن يسجل أهدافا كثيرة غير أن تألق مبولحي جنبنا هزيمة كانت ستكون تاريخية في منافسة كأس العالم. الهجوم بدون فعالية وأخطاء دفاعية واكتفينا بهدف عن طريق ضربة جزاء قبل لقاء بلجيكا، كان الكثيرون حتى من المتشائمين يتوقعون تألق الخضر مع بداية المنافسة العالمية، خاصة على ضوء الأداء الكبير الذي أظهرته العناصر الوطنية أمام أرمينيا ورمانيا، لكن جاءت مواجهة بلجيكا لتبين عيوب المنتخب التي لم نتداركها في المواجهات السابقة، بدليل أن نفس الأخطاء وقعنا فيها في مواجهة أول أمس أمام الشياطين الحمر، فالكل لاحظ العقم الهجومي، حيث لم يخلق رفقاء سوداني أي فرصة حقيقية للتسجيل إلا لقطة الهدف الذي جاء بفضل ضربة جزاء.ورغم أن حليلوزيتش أقحم بدائل لتنشيط الخط الهجومي بإدخال سليماني، إلا أن الوضع بقي على حاله ونفس الأمر انطبق على الخط الخلفي الذي يعيش مرحلة فراغ كبيرة في المواجهات الأخيرة، حيث لم تكلل جهود البوسني في سد هذا النقص ليعود المدافعون ليكرروا نفس الأخطاء التي دفعنا هذه المرة فيها الثمن غاليا.