عادت أزمة مياه الشرب تزامنا مع الارتفاع النسبي لدرجة الحرارة بباتنة، إلى دفع المواطنين إلى الخروج للشارع، بعد أن بات انقطاع المياه السمة البارزة لفصل الصيف بباتنة، وما يتبع ذلك من معاناة يتجرع مرارتها المواطن المتخوف من استمرار الوضع على مدى شهر الصيام، حيث قام مؤخرا المواطنون القاطنون بالتجمع السكني الدرناني بدائرة بريكة باحتجاج بسبب ما يعانونه خلال هذه الأيام الحارة من أزمة في المياه الشروب اضطرتهم إلى اقتناء المياه عن طريق الصهاريج بمبالغ ثمينة وصلت 1000 د.ج للصهريج الواحد. وحسب تصريحات المحتجين الذين وقفوا أمام مقر البلدية شعارات ولافتات عديدة، فإنّ شكاواهم العديدة التي قدّموها للجهات المعنية كلها، لم تأت بنتيجة تذكر والدليل حسبهم هو بقاء المشكلة على ما هي عليه مع تفاقمها أكثر فأكثر يومين قبل حلول شهر رمضان المعظم. إلى ذلك عبر العشرات من سكان حي المجاهدين على مستوى بلدية بريكة، وبالأخص مواطنو شارع ”بوراس محمد الطيب” عن تذمرهم الواسع من مياه الشرب التي تصلهم من خزانات المياه الكبيرة، حيث تكون في غالب الأحيان ملوثة وتنبعث منها روائح كريهة لا يمكن الاعتماد عليها حتى في الغسيل، ما يجبرهم على اقتناء الصهاريج أو على الأقل التنقل يوميا للسقي من مسجد الأمير عبد القادر المحاذي للحي، وفي هذا السياق كشفت مصادر مطلعة من ولاية باتنة أن الوزير الأول عبد المالك سلال ستقوده زيارة إلى باتنة خلال هذا الأسبوع من أجل تدشين المشروع الكبير الذي استفادت منه الولاية والمتمثل في تحويل مياه سد بني هارون من ولاية ميلة إلى سد كدية لمدور بولاية تيمڤاد، وهو الإنجاز الذي يعتبر من أضخم المشاريع القطاعية بباتنة إلى جانب مشروع الترامواي، بعد انتهاء الأشغال في المشروع نهائيا، حيث من المرتقب أن يتم نقل 300 مليون متر مكعب سنويا من مياه بني هارون إلى سد كدية لمدور، بعد أن رصد له مبلغ مالي معتبر سيستفيد منه سكان ولاية باتنة على المدى الطويل حفاظا على المياه الجوفية، وهو الإنجاز الذي يضاف له عديد المشاريع المتعلقة بتزويد اغلب المناطق بالمياه الشروب على غرار كل من سدي بوزينة وتابقارت الجارية الأشغال بهم لتوفير المياه بالقدر الكافي لسكان الولاية.