يباشر اليوم، لاعبو المنتخب الوطني صيامهم لشهر رمضان الكريم، حيث اتفقت العناصر الوطنية على تطبيق رابع أركان الإسلام، وعدم الأخذ برخصة الإفطار مثلما كان عليه الحال في نهائيات كأس العالم 1986، حينما أفطر لاعبو الخضر، وسجلوا أسوء مشاركاتهم في نهائيات المونديال، ولم يتمكنوا من تجاوز عقبة الدور الأول. وأعلن عدد من لاعبي المنتخب الوطني، وفي مقدمتهم عبد المومن جابو وسفيان فيغولي وإسلام سليماني، التزامهم بالصوم طوال الشهر الكريم، في حين تحدث اللاعبون فيما بينهم واتفقوا على الالتزام بالصوم، وقد وافقت المجموعة على القرار، بما في ذلك الحارس رايس مبولحي، ولاعب الوسط سفير تايدر. من جانبه، قرر الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، تغيير برنامج التحضيرات، من أجل عدم إرهاق عناصره، تحسبا لمواجهة الغد أمام منتخب ألمانيا في ثمن نهائي البطولة، وقرر التركيز على الجانب التكتيكي، وكذا دراسة المنافس من خلال حصص فيديو. الخضر أفطروا في 86 برخصة الإمام الغزالي وسبق للمنتخب الوطني أن شارك في المونديال، خلال شهر رمضان الكريم، وكان ذلك في نهائيات كأس العالم 1986 بالمكسيك، وقد تحصل اللاعبون على فتوة من الإمام الغزالي بجواز الإفطار، بالنظر إلى السفر ودرجات الحرارة المرتفعة التي عرفها مونديال المكسيك، وأفطر اللاعبون عدا عصاد، وأنهت التشكيلة الوطنية تواجدها في العرس العالمي مبكرا، حيث غادروا من الدور الأول، بهزيمتين وتعادل، ليسجلوا ظهور محتشم على الرغم من إفطارهم. قاسي السعيد: ”لم يكن من الممكن أن نصوم في مونديال 86” أوضح نجم المنتخب الوطني السابق، محمد قاسي السعيد، أن إفطار لاعبي الخضر في مونديال 86، كان مبني على رخصة من العالم محمد الغزالي، والذي أفتى للخضر ممثل العرب الوحيد في العرس العالمي حينها بجواز الإفطار، وأوضح قاسي السعيد، أن الظروف المناخية التي شهدتها المكسيك وقتها أثرت كثيرا على الحالة البدنية للاعبين، ما جعل من الصوم أمر غير ممكن. المونديال ورمضان ...بين مفتي ورافض سيكون عدد قليل من اللاعبين الذين ستتنافس منتخباتهم في الدور الثاني من مونديال البرازيل لكرة القدم معنيين بصيام شهر رمضان وسيخضع الملتزمون بفريضة الصوم لرقابة طبية عالية. رهان الصوم كبير قد يصعب على الكثيرين الالتزام به خصوصا مع الحرارة المرتفعة بالبرازيل في الصيف. فهل سيفطر اللاعبون المسلمون؟ وما مدى تأثير الصيام على حالتهم البدنية؟ كانت منتخبات بلدان إسلامية عدة أقصيت من الدور الأول لمونديال البرازيل كإيران والبوسنة وساحل العاج وبقيت الجزائر ونيجيريا وأبدت السلطات الدينية لبلدان أخرى تسامحا بسبب ظروف السفر، قد يحد من عدد الصائمين، فالإسلام يبيح للمسافر عدم صيام رمضان وتأجيل ذلك إلى مرحلة لاحقة، تماما مثل النساء الحوامل أو الأشخاص المرضى. فرق سيكون بعض لاعبيها في نفس الوضع كفرنسا التي تضم لاعبين مسلمين كمهاجمها وصانع أفراحها كريم بن زيمة والمهاجمين ساخو وساغنا، وكذلك بلجيكا التي يلعب بألوانها لاعبون بعضهم مغاربة كفلياني، وشاذلي ودومبيلي وألمانيا التي تضم عدة لاعبين. محاربو الصحراء وصوم رمضان انقسمت الفتاوى في الجزائر بين المتساهل في إعفاء اللاعبين من الصيام والمتشدد في مطالبتهم بالصوم ”على اعتبار أن اليوم قصير في البرازيل” ويمكن تحمل مشقة عدم الأكل أو الشرب كما تنص عليه الشريعة الإسلامية. وأفتى إمام المنتخب الوطني الذي رافق اللاعبين إلى البرازيل بجواز الإفطار خلال أيام شهر رمضان المبارك، وهو الأمر الذي قسم اللاعبين. واختلفت مواقف محاربي الصحراء بشأن شهر الصيام، فقد أعلن العديد منهم على غرار عبد المؤمن جابو أنهم سيصومون خلال الأيام الأولى للشهر الفضيل والتدرب بشكل عادي جدا، بينما يعتزم البعض الآخر الأخذ برخصة المسافر والإفطار على أن تكون هناك عدة من أيام أخر. وما يجسد هذا الطرح تأكيد اللاعب ياسين براهيمي بأن خيار الصوم أو الإفطار شخصي وبأن كل لاعب حر في اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا. وبعد اجتماع أقامه الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش أزال هذا الأخير كل الغموض الذي يخص هذه القضية وأعلن أن بإمكان العناصر الوطنية صيام رمضان في الأيام العادية والإفطار يوم المباراة ما دام الخضر في لقاء مهم يتطلب جهدا كبيرا ولياقة عالية. أوزيل يعلنها: ”لن أصوم لأنني أعمل” وديشان يؤكد أنها أمور حساسة ومن بين هؤلاء، لاعب الوسط مسعود أوزيل، الذي اختار عدم الصوم في رمضان في عام المونديال، مبررا قراره بالقول: ”أنا أعمل وسأواصل عملي، لذا لن أصوم رمضان في سنة المونديال هذا لأني أعمل، ومن المستحيل بالنسبة لي أن ألتزم بالصوم هذا العام”. لكن هناك في البرازيل من يترقب رزنامة الصوم مثل لاعبي الخضر الذين مازلوا في سباق المونديال والذين سيلتزمون جميعا بصيام رمضان مع ما ينطوي عليه الأمر من صعوبات لتزامنه مع أوقات اللعب. وكان مدرب المنتخب الفرنسي ديديه ديشان أوضح أنه ”لم يطلب شيئا من لاعبيه المسلمين، وقال: ”هذه أمور حساسة ودقيقة وليس لدي ما أطلبه وأضاف ”نحترم كل الديانات واللاعبون معتادون على الصوم واللعب وليس هذا الوضع جديدا كما لست قلقا لأن الجميع سيتأقلم مع الأمر”. الفيفا تطمئن بأن الصيام لا يؤثر على اللاعبين في المونديال وطبيب ألماني يحذر منه علّق الاتحاد الدولي لكرة القدم على الأمر واعتبر أن صيام اللاعبين المسلمين المشاركين في نهائيات كأس العالم خلال شهر رمضان لن يعرض حالتهم البدنية إلى تدهور. حيث جاء على لسان جيري دفوراك كبير الأطباء في الفيفا ”أجرينا دراسات مكثفة ولا يوجد ما يدعونا إلى القلق”، مؤكدا ”إذا ما طبق اللاعبون (المسلمون) نظاما ملائما خلال شهر رمضان فإنهم لن يعانوا من أي تراجع في أدائهم البدني”. يبدو أن الالتزام التام بصيام رمضان خلال المونديال أمر صعب للغاية فكيف سيتعامل اللاعبون الصائمون في المباراة وكيف سيتفاعلون مع الامتناع عن الشرب فالأمر مستحيل وخطير كما يرى أحد الأطباء الرياضيين؟ بعد اجتياز الجزائر للدور الأول والتأهل إلى الدور الثاني - دور ثمن النهائي - ارتفع عدد المشاركين المسلمين في المباريات التي ستُجرى في شهر رمضان. وسيتقابل الخضر مع نظيره الألماني يوم الإثنين 30 جوان المقبل علما بأن غرة شهر رمضان المعظم ستكون في البرازيل اليوم. وبما أن أوقات الصيام تتزامن مع أوقات اللعب فإن ذلك يُشكل صعوبات على اللاعبين الصائمين لاسيما وأن حرارة الصيف مرتفعة خلال شهر رمضان. وصرح الخبير الرياضي الألماني هورست دي ماريس أنه من الصعب أن يكون أداء اللاعبين متميزا في هذه الظروف، فدرجة الحرارة تصل إلى 32 درجة ورطوبة الجو حوالي 80 بالمائة زيادة على ذلك أن اللاعبين سيصومون 12 ساعة دون شرب أي سوائل. وأضاف دي ماريس أن الإشكال لا يكمن في غياب المواد الغذائية ولكن في نقص السوائل بالجسم وجفافه. فدرجة حرارة الجسم ترتفع عند اللاعبين أثناء المباراة، والخطر في ذلك أن درجة حرارة الجسم ترتفع إلى مستوى حرج، وفي ظل الظروف الجوية البرازيلية يمكن لحرارة الجسم أن تصل إلى 40 درجة خلال مباراة يفقد لاعب كرة القدم فيها ما يصل إلى ستة لترات من السوائل. الصحافة الألمانية تخشى من رمضان حذرت الصحافة الألمانية منتخب بلادها من مهبة الاستخفاف بالمنتخب الجزائري منافسها في ثمن النهائي المرتقب غدا ببورتو أليغري، حيث أكدت أن صيام شهر رمضان قد ينعكس ايجابا على لاعبي المنتخب الجزائري، ويمنحهم طاقة إضافية، وعزيمة أكبر من عزيمة الماكينات الألمانية في بلوغ ربع النهائي. وكتبت صحيفة ”بيلد” الألمانية، ملفا حول صيام لاعبي المنتخب الوطني الجزائري، بعنوان ”حذار رمضان”، حيث أبرزت خلاله موقف اللاعبين بحلول شهر رمضان المبارك، والآثار المترتبة على صيام ”محاربي الصحراء”، مؤكدة أن الصيام قد يؤثر سلبا على الحالة البدنية للاعبي الخضر، لكنه بالمقابل سيشحن معنوياتهم ويزيدهم عزيمة على تحقيق مباراة مثالية. وأشارت الصحيفة إلى أن الدين الإسلامي لا يسمح بالإفطار إلا للحوامل والمسافرين، بالإضافة إلى المرضى، مما يعني أن لاعبي المنتخب الجزائري مطالبون بالصيام خلال مباراة الغد، وهو ما سيفعله لاعبو الخضر بنسبة كبيرة، بعد أن أكد عدد منهم التزامهم بالصيام طوال عمر المنافسة. وأضافت الصحيفة، أن الصيام يمنح اللاعبين طاقة روحانية، لكن فى الوقت ذاته، فإن فقدان اللاعبين للسوائل، والتي تقدر ب”6” لترات، يؤثر بالسلب على أداء اللاعبين بجانب المجهود البدني الكبير.