غدا يمر شهر كامل على وقف “الفجر” من قبل مطبعة الوسط، وتلتحق صحف أخرى بعقوبة الوقف. لا أعرف ظروف الصحف الأخرى، لكن الأكيد أن قضية “الفجر” تبقى سياسية مهما حاول الوزير وشرح وأعاد أنها تجارية، ما دمنا وقعنا جدولة ديون وندفع أقساطها شهريا، والدليل أنها كانت أول من تعرض للعقوبة، بسبب مواقفنا من العهدة الرابعة، والسبب الآخر لأن مديرتها امرأة، ويعتقد من هم “فوق” على حد قول مدير المطبعة أنها الحلقة الأضعف في الساحة الإعلامية. لأعد إلى رمضان الداخل اليوم، والذي أتانا ليس بحرارة الجو وحرارة الأسعار مثل كل رمضان، وإنما تزامن وموجة من الاغتيالات والتفجيرات، في سوريا وفي مصر، وفي ليبيا والعراق. العراق أين يقود تنظيم “داعش“ حربا غير مسبوقة ليس ضد الشيعة فحسب، بل ضد كل ما يمثل الأمل والحرية وعراق الحضارة هناك. لكن “داعش“ التي ولدت من رحم التنظيم الإجرامي الذي اسمه “القاعدة“، تبشرنا اليوم أنها ولدت تنظيما آخر سيكون وريثها الشرعي في القتل والتفجير وهدم البلدان وإلحاق المجازر بالأبرياء. التنظيم الجديد اسمه “دامس” وهو كالظلام الدامس ويعني دولة الإسلام في المغرب العربي، ويستهدف بلدان المغرب من ليبيا إلى المغرب مرورا بتونس والجزائر. ومن المتوقع حسب ما تناقلته وسائل الإعلام أنه سيرث منطقة نفوذ دروكدال الإرهابي الذي ينشط في الصحراء الجزائرية وشمال مالي وليبيا، وزاد قوة ونفوذا بعد سقوط نظام القذافي وما غنمه تنظيمه من سلاح ومال وما كسبه من تجارة المخدرات والتبغ واختطاف الأجانب. “دامس” تهدد الجزائر وليبيا وتونس بحروب مثل تلك التي تلحقها نظيرتها بالعراق وما ألحقته بسوريا من دمار وتسوية الأبنية بالأرض. تأتي هذه الأخبار المرعبة، تزامنا مع دخول ميليشيات من داعش إلى الأردن، وأخرى إلى لبنان، ما يعني أن البلدان العربية على اختلافها مفتوحة أمام خطر واحد، خطر الإرهاب الأصولي الذي يبدو أنه توحد في التسمية والأسلوب والهدف. الجديد أيضا أن أنباء تقول إنه تم القبض على شباب يحملون جنسية أمريكية في طريقهم إلى الالتحاق بداعش في العراق للقتال في صفوفها، ما يفتح أمامنا من جديد باب التساؤل عن ظهور هذا التنظيم الآن وبهذه القوة إن لم يكن لملء الفراغ الذي خلفه انسحاب الجيش الأمريكي من العراق، ومهمة هذا التنظيم الآن هو الإبقاء على الفوضى والخراب في العراق وفي كل المنطقة العربية. والهدف واحد وهو خدمة مصالح أمريكا في المنطقة. ولن ننخدع بانتقادات خارجيتها وادعائها محاربة الإرهاب، فهي من صنعته وهي من ترعاه. ألم تقل هيلاري إن أمريكا هي من خلقت القاعدة ومولتها بالمال السعودي وبالإيديولوجيا السلفية لإلحاق الهزيمة بالروس في أفغانستان؟ أسباب خلق جرثومة الإرهاب وزرعها في الجسد العربي ما زالت قائمة، والحرب الباردة عادت من جديد وبقوة بعد عودة روسيا واسترجاعها دورها في المنطقة كقوة إقليمية إضافة إلى الصين والهند، وكل هذه القوى تجعل أمريكا تبحث عن السيطرة على البلاد العربية الغنية بثرواتها حتى لا ينافسها عليها أحد. انتظروا الظلام الدامس فهو آت إن لم نتخذ احتياطاتنا الأمنية!؟