بينما تتسارع الخطى لإنقاذ عشرات الآلاف من الإيزيديين العالقين على سفوح جبل سنجار من الموت، أفادت تقارير أمس بأن مسلحي ”داعش” يهددون بقتل سكان ثلاث قرى إيزيدية إذا لم يعتنقوا السلام، ومن جهته وصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى العاصمة العراقيةبغداد صباح أمس، للتباحث حول سبل التصدي لتنظيم ”الدولة الإسلامية”. ودكت طائرات مقاتلة وأخرى بدون طيار مواقع لمليشيات تنظيم ”الدولة الإسلامية” ”داعش” قرب ”سنجار” شمالي العراق، في أول قصف ينفذه الطيران الأمريكي بالمنطقة التي يحاصر فيها مسلحو التنظيم المتشدد أقليات دينية، حيث قامت مجموعة الطائرات بثلاث جولات قصف، الأولى استهدفت حاملتي أفراد مدرعتين كانتا تقصفان الأيزيديين قرب سنجار، تبعتها أخرى بعد عشرين دقيقة، مستهدفة المزيد من المركبات المدرعة ل”داعش”، ونفذت جولة القصف الثالثة بواسطة طائرة مقاتلة في ثاني يوم من الحملة الجوية التي أطلقها الجيش الأمريكي، كما نفذت طائرات نقل تابعة للجيش الأمريكي، وبمرافقة طائرات حربية، عمليات إغاثة جديدة، هي الثالثة، بإسقاط أغذية ومياه إلى المدنيين المحاصرين البلدة. وتتفاقم معاناة الإيزيديين المحاصرين في منطقة جبل سنجار في مع تأكيد أبرز ممثليهم أمس أنه لم يبق سوى يوم أو يومين لإنقاذ أبناء الطائفة العالقين هناك، ووفقا لبعض أهالي سنجار فقد تباينت فرصهم في النجاة. واستطاع بعضهم الانتقال إلى سوريا ثم تركيا، فيما وقع غيرهم في قبضة المتطرفين فقتلوهم، فيما لا يزال آخرون عالقين في الجبل، كما قامت قوات كردية سورية وأخرى تركية بفتح طريق بهدف إخلاء المدنيين، لكن ما زال عشرات الآلاف عالقين في جبل سنجار حتى الآن، بحسب مصادر من الإيزيديين. وقال شهود عيان أن مسلحي ”داعش” المحاصرين قرى كوجه وحاتمية وقابوشي قرب سنجار، خيروا أكثر من 300 أسرة فيها بين الموت أو اعتناق الإسلام، ونقلا عن الناشط الإيزيدي علي سنجاري، فإن الإرهابيين خيّروا الإيزيدين من سكان قريتي حوجو والحاتمية بين إشهار إسلامهم أو القتل، وأفاد الناشط أن عدد سكان هاتين القريتين يبلغ 4 آلاف نسمة، على أن تنتهي المهلة التي حددتها ”الدولة الإسلامية” لسكان القريتين يوم الأحد، مضيفا أن السكان الإيزيديين اقترحوا على الإرهابيين ترك مناطقهم والخروج منها، لكن الإرهابيين رفضوا ذلك بشدة.