دعت كتابة الدولة للشؤون الخارجية الأمريكية رعاياها المسافرين إلى الجزائر أو المتواجدين فيها، إلى توخي الحذر والحيطة بسبب استمرار ما تصفه بعمليات العنف في بعض مناطق البلاد، والتي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا، بحسب ما جاء في بيان الوزارة على موقعها على الانترنيت، وزعت نسخا منه على رعاياها المتواجدين بالجزائر. وجاء ذلك في مذكرة جديدة أصدرها مكتب الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الأمريكية، أول أمس الجمعة بواشنطن، أبرزت من خلالها أن التهديد الإرهابي لا يزال قائما ومستمرا في العديد من المناطق في الجزائر. كتابة الدولة للشؤون الخارجية الأمريكية، استندت في مذكرتها الجديدة، إلى التفجيرات الانتحارية الأخيرة التي وقعت بعد المذكرة الأخيرة، والتي تأتي في مقدمتها التفجيرات الانتحارية الثلاثة، التي تعرض لها قصر الحكومة ومركزي الشرطة بالدار البيضاء شرق العاصمة في الحادي عشر من أفريل المنصرم، وتفجير ثكنة الأخضرية في شهر جويلية، فضلا عن التفجير الانتحاري الذي تعرض له موكب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارته لولاية باتنة، والتفجير الانتحاري الذي استهدف مقر حرس السواحل بمدينة دلس بولاية بومرداس، والتي تسببت جميعها في سقوط 80 ضحية، بحسب ما جاء في المذكرة الأخيرة. واضافت المذكرة إنه يتعين على الرعايا الأمريكيين المسافرين إلى الجزائر أو المتواجدين فيها تقييم الوضع الأمني بدقة، مبررة هذا التحذير باستمرار"الهجمات الإرهابية في الجزائر بشكل يومي تقريبا، ولا سيما الاغتيالات الفردية والاعتداءات بالمتفجرات والكمائن ضد قوات الأمن، إضافة إلى الاختطافات"، والتي تقع أغلبها كما تقول المذكرة، في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية والجبلية منها على وجه الخصوص. وتعتبر المذكرة الصادرة أول أمس، الثانية من نوعها في سنة 2007، بعد تلك التي أطلقتها وزارة الخارجية الأمريكية في الثالث من مارس الماضي، التي استندت بدورها إلى الهجومين الإرهابيين اللذين استهدفا كل من عمال شركتي براون روتس كوندور شهر ديسمبر الفارط بمنطقة بوشاوي غرب العاصمة، وكذا عمال مؤسسة "سترويتس غاز" الروسية بعين الدفلى في شهر مارس من السنة الجارية، والتي أوقعت الأولى ضحايا أمريكيين. وتنصح هذه المذكرة، الرعايا الأمريكيين تفادي السفر إلى المناطق الجبلية في شمال الوطن، وخاصة المناطق الواقعة ما بين شرق الجزائر العاصمة إلى غاية الحدود التونسية، فضلا عن المناطق الصحراوية، مستثنية الرعايا الذين يكونون برفقة مرافقين معتمدين. كما طلبت كتابة الدولة للشؤون للخارجية الأمريكية من رعاياها، سواء السواح أو القادمين في مهام رسمية أو تجارية اتخاذ جميع التدابير التي تسهل إقامتهم طيلة مدة تواجدهم بالجزائر، مشددة على ضرورة الإقامة في الفنادق الدولية المعروفة بإجراءاتها الأمنية الصارمة، وكذا ضمان تنقلاتهم مع أشخاص معروفين أو معتمدين بمن فيها مستخدمي وكالات السفر والسياحة. كما نبهت المذكرة الجديدة موظفي سفارة الولاياتالمتحدةبالجزائر، إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر، مع إتباع الإجراءات الأمنية المعتادة في مثل هذه الظروف، والحرص على تغيير العادات اليومية، لا سيما عند التنقلات، وذلك بتفادي استعمال نفس الطريق في أوقات محددة، وتقليص وتيرة تنقلاتهم خاصة نحو المناطق التي شهدت بروز مخاطر، مشيرا (البيان) في هذا السياق إلى واجب السلطات الجزائرية في إلزام موظفي السفارات والرسميين الأجانب، بضرورة الحصول على تراخيص في حالة تنقلهم نحو حي القصبة العتيق، أو غيره من ضواحي العاصمة، وكذا خارج المدن الكبرى، وذلك لتوفير الأمن والحماية لهم. غير أنه وبالرغم من المخاطر التي تتحدث عنها المذكرة، إلا أن ذلك لم يحل دون إلزام مصالح كوندو ليزا رايس، الموظفين الساميين بسفارة واشنطنبالجزائر، وكذا موظفي الحكومة الأمريكية من التنقل بحرية في أحياء وسط الجزائر العاصمة، لكن بشرط الأخذ في الحسبان جميع الاحتياطات الأمنية عند كل تنقل. وجاء تحذير وزارة الخارجية الأمريكية لرعاياها بالجزائر، بعد أربعة أيام من تحذير مشابه وجهته وزارة الخارجية الفرنسية لرعاياها المقيمين أو الراغبين في زيارة الجزائر، وهي بيانات دورية عادة ما تنطبع بالظروف الأمنية التي تتزامن معها، وذلك بناء على المعلومات المستقاة من سفارات هذه الدول بالجزائر. محمد مسلم المقال في صفحة الجريدة pdf