لا تزال فلسطين تحصي المزيد من أبنائها في قائمة الشهداء، ولا تزال أراضيها تزعزع بالمدافع والصواريخ، لتسجل يوم أمس 2089 شهيدا، وآلاف الجرحى منذ بداية العدوان على القطاع، والذي دام أكثر من ستة أسابيع. مشروع قرار جديد يطرح لمجلس الأمن لوضع حد للعدوان على غزة أعلنت مصادر طبية فلسطينية مقتل فلسطيني في خانيونس الجمعة واثنين في غارة إسرائيلية على دير البلح الخميس، كما استشهد فلسطيني واحد وجرح 2، في غارة استهدفت منزلاً سكنياً في خانيونس جنوبي قطاع غزة، كما قصفت طائرات الاحتلال صباح الجمعة مزرعة دواجن قرب أبراج عين جالوت جنوب مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة حيث استشهد جراء ذلك فلسطينيان، وأكدت ذات المصادر الطبية، مستشفى الشفاء استقبل يوم أمس جثمانين لشهيدين، جراء قصف هذه المزرعة، وفي رفح جنوب قطاع غزة شن الطيران الحربي الإسرائيلي ثلاث غارات على عدة محلات تجارية مقابل بلدية رفح وسط المدينة، وغارة رابعة على مزرعة دواجن شرق المدينة، كما قصفت البحرية الإسرائيلية شواطئ مدينتي غزة ورفح دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في الأرواح، كما قصفت طائرات الاحتلال مسجد الشيخ عجلين المدمر على شاطئ بحر مدينة غزة، ومنزلا بجواره دون أن يسجل أي إصابات. ومن جهة أخرى، أعلنت كتائب القسام صباح أمس، قصفها لمدينتي عسقلان المحتلة، وبئر السبع وثلاثة مواقع عسكرية إسرائيلية، بأكثر من 15 صاروخًا من نوع ”غراد”، وذلك على دفعتين، وأضافت أنها قصفت كذلك مواقع ”صوفا” و”كسوفيم” و”رعيم”، بخمسة صواريخ من نوع ”107”، وثلاثة قذائف هاون ”عيار .120” واعتبرت القسام، أن هذا القصف يأتي في إطار الرد على الجرائم الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني والعدوان المتواصل على قطاع غزة، وأضاف البلاغ الذي نشرته كتائب القسام، أنها عاهدت الشعب الفلسطيني أن لا تصمت على جرائم الاحتلال، وأن تتصدى لأي حماقة صهيونية يقدم عليها، وأن تجعل أرض غزة ناراً ولهيباً يحرق آليات المحتل وجنوده، وأن تجعله يدفع ثمن عدوانه باهظاً، ويفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي عدوان على الفلسطينيين”. ومن جهتها، أعلنت إسرائيل عن مقتل مستوطن في قصف صاروخي استهدف بلدة في جنوب إسرائيل، وفي مدينة أسدود جنوب إسرائيل، أصيب 6 جنود إسرائيليين، بعد سقوط 12 قذيفة هاون، أطلقت من القطاع، على تجمع للجنود في المنطقة، وتبنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، عملية إطلاق الصواريخ على تجمع الجنود. إسرائيل تغتال ثلاثة من أبرز قادة حماس قتلت إسرائيل ثلاثة من كبار قادة حركة حماس الميدانيين في غارة جوية على قطاع غزة يوم الخميس وقالت إنها ستواصل استهداف قيادة الجناح المسلح للحركة بعد انهيار وقف لإطلاق النار، كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه كان يستهدف اثنان من بين القادة المقتولين، حيث أكد وزير الدفاع الإسرائيلي قائلا: ”سنواصل البحث عن زعماء حماس واستهدافهم في أي مكان وفي كل مكان، وأينما يكونون”. ومن جهتها قالت حماس أن القادة الذين استشهدوا هم الأبرز بين الخسائر البشرية التي أعلنت عنها منذ بدأت إسرائيل هجومها على القطاع قبل ستة أسابيع، لاسيما أن هؤلاء قادوا عمليات عسكرية مهمة ضد إسرائيل خلال الأعوام العشرين الماضية، وفي غزة توعد إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس العدو الإسرائيلي أنه سيدفع ثمنا غاليا للاغتيالات، وأضاف قائلا: ”عندما يستشهد قائد فإن قادة آخرين يحملون الراية ويواصلون المسيرة”، وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري عن اغتيال قادة القسام في رفح، أنه جريمة إسرائيلية كبيرة لن تفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، أو إضعاف المقاومة. ويقر الناطق باسم وزارة الداخلية بغزة إياد البزم، بوجود ما أسماه هفوة أو خللا أمنيا استغله الاحتلال في عملية اغتيال قادة القسام برفح، قائلا أن أي عملية اغتيال لا بد لها من نافذة يستطيع الاحتلال استغلالها والدخول من خلالها للهدف، بينما يؤكد أن فشل الاحتلال في تنفيذ عمليات مشابهة منذ شهر ونصف الشهر، يشير إلى مواجهته صعوبات استخبارية كبيرة في القطاع، وأضاف أن المقاومة لا تزال مستمرة، وأن الأجهزة الأمنية تمسك بزمام الوضع الأمني بشكل طبيعي رغم الحرب، وقد نجحت في القبض على عدد من العملاء، مستبعدا من خلال حديث، إمكانية تأثير حادثة الاغتيال على عمل المقاومة، التي تتحرك وتدير عملياتها بشكل قوي، ولم يستطع الاحتلال الوصول إلى قادتها وعتادها، إلا في حالات محدودة، وفق تقديره. ويرى محللون أن اختراقا استخباراتي ساعد في تنفيذ عملية الاغتيال الإسرائيلي لقادة القسام الثلاثة، لكنهم يتفقون على أن المقاومة يمكنها تجاوز هذه العملية دون تأثير على إدارة معركتها مع الاحتلال، حيث تعد عملية الاغتيال هذه، هي الأولى التي ينجح فيها الاحتلال باستهداف قادة من المقاومة على المستوى العسكري، بعد أكثر من 45 يوما من بدء العدوان الإسرائيلي على غزة. مشروع قرار جديد يطرح لمجلس الأمن لوضع حد للعدوان على غزة اعترف مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، بأن رئيس حكومته بنيامين نتنياهو يبحث عن مخرج لإنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة، غير أن معسكر اليمين المتشدّد الرافض لذلك يمارس ضغوطاً سياسية كبيرة عليه لاستكمال الحرب، واعتبر المسؤول الإسرائيلي في تصريحات نشرتها وسائل إعلامية عبرية، يوم أمس، أن عمليات تصفية قادة حركة ”حماس” التي كان آخرها يوم الخميس، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة من أبرز قياديي ”كتائب القسام” الذراع العسكري للحركة، من شأنها أن تعزّز مكانة نتنياهو وترفع من مستوى شعبيته وتأييد الشارع الإسرائيلي له، على حد تقديره، وأعرب المتحدث ذاته من قلقه المتمثل في، رفض حماس الموافقة على وقف إطلاق النار، جراء ما تتعرض إليه من اغتيالات. قدمت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا مشروع قرار جديد لمجلس الأمن الدولي، يهدف إلى وضع حد للحرب على قطاع غزة، ووقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وقال دبلوماسيون أن مشروع القرار يدعو أيضاً إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة وفتح المعابر، ووضع نظام يتيح التأكد من خرق وقف إطلاق النار ومراقبة تدفق البضائع إلى غزة، كما يدعو مشروع القرار الأوروبي إلى عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، كما ينص على رفع القيود الاقتصادية والإنسانية عن القطاع للبدء بعملية إعادة إعمار واسعة النطاق. وقال دبلوماسيون أن الهدف من هذا المشروع، هو تعزيز الجهود للتوصل إلى اتفاق بين دول مجلس الأمن ال15 على قرار يخص غزة، بعدما واجه مشروع قرار قدمه الأردن اعتراضاً، ويستجيب مشروع القرار لقلق إسرائيل حيال الأمن، كما أنه يلبي مطالب الفلسطينيين، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الدولة العبرية تسعى للحصول على الدعم الدبلوماسي الأميركي لإسقاط مشروع قرار جديد لدى مجلس الأمن الدولي، يضع حداً لستة أسابيع من الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة. وفي هذه الأثناء، ومن جهة أخرى، حثت منظمة ”أوكسفام” المجتمع الدولي على التعليق الفوري لإمدادات السلاح والذخائر، لوجود خطر جدي من أن تستخدم لانتهاك القانون الإنساني الدولي، وأشارت المنظمة إلى أن هذه الحرب هي الأسوأ التي يشهدها قطاع غزة، على صعيد القتلى المدنيين والدمار خلال 20 عاماً من عملها هناك. اليونيسيف:” أكثر من ربع شهداء غزة أطفال” أعلنت هيئة الأممالمتحدة للطفولة يونيسيف، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل نحو 500 طفل فلسطيني وأصاب 3000 آخرين ضمن حربه المستمرة على قطاع غزة منذ ستة أسابيع، وأشارت رئيسة المكتب الميداني التابع لليونيسيف في قطاع غزة بيرنيل إرنسايد، أنه تم إحصاء 469 طفلا ضمن الشهداء، وأضافت أن من المتوقع أن يرتفع هذا العدد، وتابعت المتحدثة نفسها إلى أن الوضع في قطاع غزة سيئ جدا، من حيث الآثار والأضرار على الأطفال الفلسطينيين، مشيرة إلى استشهاد تسعة أطفال في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، وبينما أحصت الأممالمتحدة أقل من خمسمائة طفل ضمن شهداء الحرب الإسرائيلية الحالية، تشير بيانات وزارة الصحة الفلسطينية إلى استشهاد ما لا يقل عن 560 طفلا، حيث يشكل الأطفال الشهداء في قطاع غزة، أكثر من ربع العدد الإجمالي للشهداء، وما يزيد عن خمس الجرحى، وكان صندوق الأممالمتحدة للطفولة، قد قال خلال هدنة الأيام الخمسة في قطاع غزة أن الحرب الحالية لها تأثير مدمر على الأطفال الذي يشكلون ما يصل إلى نصف سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون تقريبا، وأحصت هذه المنظمة الأممية حينها نحو خمسين ألف طفل تعرضت منازل أسرهم للتدمير جراء القصف الإسرائيلي.