من بين أكثر أكثر الأعمال الناجحة التي نفذها الاتحاد الدولي لكرة القدم، لفتت انتباهي ورشة العمل التي درست وحللت التغيرات التي حصلت في حراسة المرمى. في زيورخ، افتتح جوزيف بلاتر ورشة العمل الخاصة بدور وتدريب حارس مرمى كرة القدم بعد الأداء المشرف لمعظم الحراس في نهائيات كأس العالم بالبرازيل، وقد أشاد رئيس ”الفيفا” بهذا الدور الكبير لحراس مرمى البطولة. ركز الذين شاركوا في ورشة العمل، التي استمرت 3 أيام وحضرها 18 خبيرا، مثلوا الاتحادات القارية كلها وعددها 6 اتحادات، على مناهج التدريب وجوانب الإعداد البدني والخططي والذهني، ومن بين الذين تحدثوا حسب الموقع الإلكتروني ل”الفيفا” فينسيل حارس مرمى تشيكوسلوفاكيا وسلوفاكيا السابق الذي أشار إلى الأسلوب الجديد لحراس المرمى وخص بالذكر حارس ألمانيا مانويل نوير الذي تألق كثيرا ولم ينس أسماء مثل أنفاس وأوسبينا وروميرو وأوتشوا، مؤكدا أنهم لعبوا دور اللاعب المتحرك بامتياز. وأشار الحارس الأرجنتيني السابق بوجاني إلى أهمية الدور الهجومي لحراس الجيل الجديد. وأجمع المشاركون على أن نقطة التحول تمثلت في قاعدة التمريرة الخلفية التي اعتمدت في كأس العالم عام 1990 التي تمنع الحارس من إمساك الكرة بيده عندما يتعمد أحد لاعبي فريقه أن يمررها له بقدمه أو من خلال رمية التماس. في ضوء ذلك، بات حارس المرمى يتفاعل بقدميه أكثر من يديه، حسب تعبير باتريك بونر حارس جمهورية آيرلندا السابق. وقارن جونيجو مدرب حراس كوستاريكا تجربته كحارس مرمى في فترة سابقة مع كأس العالم في البرازيل، مؤكدا أن ثمة تغيرات هائلة وخصوصا على صعيد التعامل مع القدمين بسبب قاعدة التمريرة الخلفية، ولم ينس جونيجو أن يشيد بالحارس الممتاز نافاس. وتطرق ميجيل إنخل إسبانا، مدرب حراس منتخب شباب إسبانيا، إلى عامل الطول وأكد أن الاعتقاد السابق حول ضعف مهارة الحارس طويل القامة آخذ في التغير لأن التدريب الجيد قضى على هذه السلبية. تذكرت في هذا الصدد عملاق وأخطبوط حراس مرمى السعودية وآسيا محمد الدعيع الذي أرجو أن يكون له صوته في مثل هذه الورش وذلك لخبرته الهائلة. بالنسبة لي شخصيا أرى أن ثمة أهمية كبيرة لثلاثة عوامل قد يكون لها دور مؤثر على أداء حراس المرمى وتتمثل في: المرونة واللياقة البدنية العالية والجاهزية الذهنية. في تصوري أن حارس المرمى على وجه التحديد يحتاج إلى إعداد ذهني خاص إلى جانب المقدرة الفنية بكل ما تشمله من جوانب. لا شك في أن الكفاءة الفنية وحدها ليست كافية، كما أن إجادة المشاركة كلاعب متحرك كما قال الخبراء لها أهميتها، لكن اليقظة الذهنية لها أهمية بالغة، ذلك أن الإعداد البدني الجيد يؤدي إلى التركيز الجيد طيلة المباراة. الواقع أن الأندية السعودية تملك حراسا على مستوى جيد من ناحية الموهبة والكفاءة، ولكن يتعين على إدارات الأندية أن تولي الجانب التدريبي أهمية كبيرة حيث لم يعد العامل الفني وحده كافيا، ولا بد من خبير ملم بكافة جوانب إعداد حارس المرمى الذي تعاظم دوره في اللعبة الشعبية أخيرا.