لم يكن يظن عمر بن مزيان ، ابن مدينة قصر البخاري بولاية المدية، أن مهنة طلاء السيارات التي مارسها في إيطاليا، ستكون بوابة لولوجه عالم التدريب من الباب الواسع، حيث يشرف حاليا على فريقي آسي ميلانو وأودينيزي. يقول ابن مزيان أنه سافر في منتصف الثمانينات إلى إيطاليا بحثا عن عمل يعيل به عائلته المقيمة بقصر البخاري، فامتهن هناك حرفة طلاء السيارات التي عشقها بمسقط رأسه، لكنه سرعان ما عاد إلى أرض الوطن بعد أربع سنوات قضاها في ديار الغربة، ليضطر إلى الهجرة مجددا بسبب الأوضاع الأمنية المتردّية التي عاشتها الجزائر في التسعينيات، وفضّل هذه المرّة ليبيا، حيث انخرط في سلك التدريب الخاص بحراس المرمى في نادي الأخضر الليبي لمدة ست سنوات كانت كافية له ليكتشف قدراته ويطوّر إمكانياته، وهو ما حفّزه للسفر إلى إيطاليا عام 2000، وهناك تعرّف على العديد من اللاعبين أمثال لاعب الثمانينيات باسكوال وكانا فارو، شقيق القائد السابق لمنتخب إيطاليا الحائز على كأس العالم 2006 فابيو. ''وبعد أن شاركت في دورة كروية كحارس مرمى وكمدرب للحراس في نفس الوقت، اقترح عليّ فيها أحد المختصين الالتحاق بأحد مراكز التكوين الأكاديمي في كرة القدم، فكان مآلي النجاح''، على حد قول ابن مزيان الذي أوضح أنه تعاقد بعدها مع نادي نابولي عام 2002 للعمل مع الفريق الرديف، حيث أشرف على تدريب فئات الأواسط والأشبال والأصاغر لنادي نابولي الثاني، لتكون وجهته الحالية مدرستي آسي ميلانو وأودينيزي بعد العمل الجيد الذي أنجزه مع مدرسة نابولي. أما بخصوص حراس المرمى الإيطاليين الذين أشرف على تدريبهم، فقد كانت بداية ابن مزيان مع جوزات حارس مرمى فريق ''ساليرزو''، الناشط في القسم الوطني الأول (درجة ثانية)، والذي يتنبأ له بمستقبل كبير نظرا لإمكاناته العالية وتحسّن مستواه من موسم لآخر. كما كان وراء تكوين أنطونيو حارس الفريق الثاني لنادي نابولي، إضافة إلى أبات (14 سنة)، المنتمي لمدرسة ''إفيرتا نورمال''، الناشط في القسم الوطني الأول (أشبال). وإذا كان ''الطولّي'' السابق لم يصله أي عرض من الأندية الجزائرية، فإنه يطمح إلى الاستقرار في الجزائر، مفضّلا العمل مع فئات الشباب بالدرجة الأولى، وحتى مع الأكابر إذا ما أتيحت له الفرصة، مثلما يقول محدثنا، الذي أشار إلى أن الفرق بين الكرة الإيطالية والجزائرية تكمن في الاحترافية في العمل، '' فهناك بمجرد أن يمضي اللاعب على العقد توفر له كل ظروف العمل سواء كانت مادية أو معنوية، وذلك لتمكين اللاعب من التركيز على عمله أملا في تحسين أدائه ليستفيد الفريق المنتمي إليه، بخلاف الجزائر، ويكفي للدلالة على ذلك أن حراس المرمى في الجزائر، بعد نهاية مشوارهم الكروي، ينتقلون إلى عالم التدريب دون أي تكوين''، مثلما يضيف ابن مزيان. أما عن أفضل الحرّاس في الجزائر، فلم يتردّد عن ذكر الحارس فوزي شاوشي الذي يعتبره الوحيد الذي يمتلك مؤهلات ليكون من أحسن الحراس في العالم، لكنه لم يتلق التكوين اللازم خاصة من الناحية الذهنية في فئات الشباب، لأن هذا الجانب يتلقاه الحارس في التدريبات من مؤطره، مثلما تعلّمته في المعاهد أين تقدّم مجموعة من الدروس حول الإعداد الذهني للحارس.