يعيش سكان اسيف بالمسيلة على أمل أن تتخذ السلطات المحلية إجراءات استثمارية تخرجهم من دوامة المطالب التي أضحت شغلهم الشاغل، فيومياتهم التي لا تكاد تعدو مجرد رحلة إلى مقر البلدية أو الولاية لرفع انشغالاتهم التي يستحي البعض من سكان بلديات أخرى رفعها في الوقت الحاضر لأنها أضحت بالنسبة لهم من المسلمات. عبر مواطنو أمسيف عن غضبهم على السلطات الولائية التي قالوا أنها همشت بلديتهم التي أقصيت من العديد من المشاريع التنموية، بحكم موقعها البعيد عن مقر الولاية- على حد تعبير محدثينا - الذين أضافوا أن البلديات الواقعة بالقرب من عاصمة الولاية استفادت من العديد من المشاريع التنموية، في حين أقصيت بلديتهم لذات السبب، يضيف مواطنو أمسيف، الذين قالوا أن ما زاد من إحساسهم بالتهميش عجز السلطات المحلية عن التكفل بانشغالاتهم اليومية بحجة ضعف ميزانية البلدية التي لا تكفي لتلبية مطالب السكان، الذين أكدوا أن العديد من قرى البلدية المشكلة من 20 قرية لايزال مواطنوها يعيشون حياة بدائية، ويعانون الأمرين جراء انعدام أدنى ضروريات الحياة. وأكد محدثنا أن العديد من قراهم تفتقر لشبكات الصرف الصحي، ولايزال العديد من المواطنين يعتمدون على الطرق التقليدية للتخلص من المياه القذرة، يضيف محدثونا الذين قالوا أن خطرا يهدد صحتهم وصحة أبنائهم نتيجة جريان المياه القذرة في العراء. وما زاد من تخوفهم ارتفاع درجات الحرارة التي تساهم في انتشار الروائح الكريهة وتكاثر البكتيريا والحشرات الضارة، مشيرين في السياق ذاته إلى أن مشكلهم لا يقتصر على شبكات الصرف الصحي، وإنما هناك العديد من البلديات محرومة من شبكة الماء الشروب رغم وعود المسؤولين بنهاية أزمة الماء في فصل الصيف، إلا أن الوضع لم يتغير ببلديتهم، مؤكدين أن غياب الماء الشروب عن حنفياتهم أضحى الهاجس الأكبر الذي يؤرقهم، حيث لايزالون يعتمدون على الآبار للتزود بماء الشرب. السكان عبروا عن استيائهم الشديد من هذه الوضعية، مضيفين في سردهم للمشاكل اليومية التي يتخبطون فيها، قلة حافلات النقل المدرسي وكذا اهتراء طرقات قرى وبلدية أمسيف، حيث تحولت إلى حفر وبرك من الأوحال بمجرد سقوط أولى قطرات المطر، يقول السكان الذين أقدموا على غلق مقر البلدية في العديد من المرات لتحسين ظروف حياتهم، إلا أن الوضع لايزال على حاله. من جهته، قال مصدر من البلدية أن الميزانية المخصصة للبلدية هو غلاف ضئيل مقارنة بعدد سكان البلدية الذي يتجاوز 14 ألف ساكن موزعين على 20 قرية.