هاجم مسلحون من المعارضة السورية، ليلة الجمعة، آخر معقل تتحصن فيه قوات حكومية بمدينة البعث في محافظة القنيطرة القريبة من هضبة الجولان المحتلة جنوبي البلاد، وفق ما أفاد ناشطون. وقال هؤلاء الناشطون إن اشتباكات دارت بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية في المدينة، وأشاروا إلى فرار الآلاف من سكانها نتيجة المعارك، ومن جهته، دعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى ما وصفه ”تعاون دولي حقيقي للتغلب على التطرف”، وأضاف الأسد أن ”المنطقة تعيش مرحلة مفصلية ستحدد قناعة أطراف دولية بخطورة التطرف على استقرار المنطقة والعالم”، حسب قوله. وتأتي تصريحات الأسد قبل زيارة يقوم بها وفد سوري رفيع المستوى إلى موسكو، بهدف مناقشة أفكار روسية تتعلق بإنهاء الحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من 3 أعوام. وميدانيا، هاجم مسلحون من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وجماعات معارضة أخرى، مدينة البعث بجنوب سوريا، الخميس، ومكثوا فيها لبعض الوقت، وتعتبر هذه المدينة آخر معقل كبير للجيش السوري في المنطقة القريبة من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وتأتي هذه المعركة ضمن حملة بدأها مقاتلو المعارضة هذا الأسبوع للسيطرة على محافظة القنيطرة بالكامل، ولم يتبق سوى مدينة البعث وبلدة خان أرنبة المجاورة تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد، وقال أبو سعيد الجولاني، وهو ناشط من المنطقة، إن البلدتين إذا سقطتا فإن مقاتلي المعارضة سيكونون قد سيطروا على ثاني محافظة بعد الرقة. ويسيطر تنظيم داعش على محافظة الرقة في شمال سوريا، وقد استهدفتها الضربات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة. وفي هذا السياق، قال نشطاء أن مقاتلي المعارضة اشتبكوا مع القوات الحكومية في وسط المدينة الليلة الماضية، وتقهقروا إلى مشارفها أول أمس الخميس، وفر آلاف من سكان مدينة البعث البالغ عددهم 30 ألف نسمة. ويشارك نحو ألفي مقاتل في الحملة بالجنوب، ويكتسب تقدمهم الذي يوسع سيطرة المعارضة بالقرب من مرتفعات الجولان والأردن أهمية ايضاً، أن دمشق معقل قوة الأسد تقع على بعد 65 كيلومترا إلى الشمال، ويريد المقاتلون فتح طريق نحو العاصمة والتواصل مع مسلحي المعارضة هناك. وذكر المقاتلون قبل دخول مدينة البعث أنهم سيطروا على عدة قرى على المشارف، وأعلنوا سيطرتهم على معظم الريف من جهته، قال عبدالله سيف الله، وهو قائد ميداني من جبهة النصرة في بلدة الحميدية قرب الحدود مع إسرائيل، إن المقاتلين يستخدمون كل أنواع الأسلحة من نيران الدبابات وقذائف المورتر.