تكتلت العديد من الأحزاب السياسية المصرية وتنظيمات المجتمع المدني لمواجهة المظاهرة التي دعا إليها الإخوان المسلمون، والتي ستنظم هذه الجمعة، وهي المظاهرة التي تتخوف منها السلطات المصرية وجندت لها ترتيبات أمنية خاصة لمواجهتها واحتواء أي انزلاق قد يترتب عنها. ومن أهم التشكيلات السياسية التي تتحرك هذه الأيام لمواجهة مظاهرة الإخوان، نجد أحزاب محافظة وتحالفات، مثلما هو الأمر للتحالف المصري، الذي كان من الأحزاب الداعية لمقاطعة تلك المظاهرات لما يمكن أن ينجر عنها من اضطرابات تضر بالاستقرار العام للبلاد. ويبني تحالف الوفد المصري مخاوفه أيضا على إمكانية استغلال تنظيم الإخوان، والجبهة السلفية لتاريخ المظاهرات، كونها تسبق بيوم واحد تاريخ النطق في قضية الرئيس المخلوع، مبارك، يوم 29 نوفمبر، ويعتقد أن التنظيم يريد الزج بأكبر عدد من المتابعين للحكم في تلك المظاهرات. وإلى جانب هذا، تواصل أحزاب إسلامية الامتداد، مثلما هو الأمر بالنسبة لحزب النور، من خلال حملاته وتنقلاته بعدد من مناطق البلاد، في حملة تأطير ضد الإخوان المسلمين ومظاهراتهم، التي يحذر منها هذا الحزب، لأنها تمس بالاستقرار العام للبلاد، في توقيت يخيم عليه الحذر والتصعيد الإرهابي في مناطق متفرقة من مصر باستعمال عمليات إرهابية هنا وهناك في شكل تفجيرات إرهابية للحافلات وإلحاق الضرر بالمنشآت العمومية. ولا تقتصر المعارضة لهذه المظاهرات، على حزب النور، بل ترفض أحزاب إسلامية أخرى أيضا فكرة السير في مظاهرات، حيث دعا حزب الوسط والوطن، منتميان للتيار السلفي، إلى هذه المظاهرات، كما انضمت نقابة علماء مصر للموجة الرافضين للمظاهرات الإخوان، وأصدرت فتاوى بتحريمها وحذرت الشباب من الانخراط فيها، كونها خطيرة وتمس بالاستقرار العام للبلاد، وترى هذه النقابة أنه يتعين على الحكومة إعادة النظر في تسير الجامعات وإقرار مراقبة أكبر على حركة الطلبة، كون جزء منهم يشكل عينة من الفئات التي ستنزل في المظاهرات. وتشخص نقابة العلماء الخطر في كون بعض المسؤولين بالجامعات المصرين ينتمون حركيا إلى حزب الإخوان، بشكل يسمح لهم فيما بعد بتأطير الطلبة وتجنيدهم في مشاريع الفوضى واستغلالهم في الشارع في مظاهرات وعمليات تمس بالأمن العام لمصر. وتتهم نقابة العلماء جماعة الإخوان باستدراج الطلبة عبر وسائل متعددة، أهمها دفع أموال وإغراءات لهم حتى يجندوا، فضلا عن عملية غسل العقول واستلابهم، تحت غطاء دورات التكوين الخاص بالتنمية البشرية، ولحد الساعة تخيم أجواء من الحذر على مصر من المظاهرات القادمة.