يتجرع سكان قرية ”أولاد بوعرروة” التابعة لبلدية ماوكلان شمال ولاية سطيف ويلات العزلة والتهميش التي ضربت هذه المنطقة ولم يتمكن ابناؤها من الخروج منها لعقود من الزمن، حيث تحولت المنطقة إلى مكان معزول محاصر بثالوث رهيب، من العطش، الفقر والتهميش. الثالوث المذكور سمات تطبع يوميات السكان بالمنطقة، الذين يشتكون من عدة مشاكل نغصت حياتهم وحولتها إلى جحيم حقيقي، في ظل الصمت الرهيب التي التزمته السلطات المحلية في حقهم، بدءا بمشكل المياه الصالحة للشرب والتي تجلب من الينابيع الطبيعية بطرق تعود إلى العصر البدائي، حيث يستعمل السكان الحمير وإقحام البراءة لتحمل تبعات الوضع، رغم تسجيل عدة مشاريع لتزويد القرية بهذه المادة لكن لا اثر لها في الواقع، وصولا إلى اهتراء الطرقات التي تتميز بوعورتها ولازالت شبه مسلالك تقليدية وسط الجبال، باستثناء الطريق الرئيسي الذي يربط القرية بالطريق الوطني رقم 75، التي شهد عملية ترميم مؤخرا وعاد إلى حالته المأساوية أياما بعد استكمال عمليات الترميم ناهيك عن المسالك الأخرى في العمق التي لازالت تشكل متاعب كثيرة للسكان، في حين أبدى بعض السكان في حديثهم ل”الفجر” استيائهم الشديد تجاه قلة الحصص التي يتلقونها ضمن المساعدات التي تقدمها الدولة، وعلى رأسها اعانات السكن الريفي، كون أن اغلب عائلات القرية تعاني من الفقر الذي أثقل كاهل السكان، كما ألح السكان في نداءاتهم التي وجهوها للسلطات المحلية على ضرورة تزويدهم بالغاز فالطبيعي والذي من شأنه أن يكون بديلا للحطب الذي يعتمد حاليا حتى في الطهي نظرا لندرة قارورات الغاز خاصة في فصل الشتاء، والأمر الذي زاد الطينة بلة هو الاشكال الذي طال فئة الشباب، الذين يعانون من شبح البطالة جراء غياب فرص العمل في مختلف برامج التشغيل، مما جعلهم يستسلمون لكل أنواع الآفات الاجتماعية هروبا من الواقع المر. و حسب بعض الأعضاء بالمجلس البلدي فإن نظرة البلدية مستقبلا ستتخذ بعين الاعتبار كامل انشغالات السكان، حيث تم تأكيد ضرورة تحرير كافة القرى وضمن ”أولاد بوعرورة” من التهميش.