تسببت ظاهرة خلو مراكز البريد في ولاية عنابة من الأوراق النقدية بزرع بلبلة واسعة وسط المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على التنقل للولايات المجاورة من أجل سحب أموالهم من أرصدتهم، خصوصا أن الوضع مرشح للبقاء على حاله مدة أسبوع كامل. انعدام الأموال من مراكز البريد في ولاية عنابة تسبب في تهافت آلاف المواطنين على البريد المركزي وسط المدينة، وهو المركز الوحيد الذي تتوفر به الأوراق النقدية، ما خلف استياء وتذمرا واسعين وسط سكان ولاية عنابة الذين لم يستسيغوا الظاهرة التي لم يجدوا لها أي تفسير، في الوقت الذي أكد عمال المراكز البريدية أن الظاهرة ليست جديدة وإنما تتكرر مع بداية كل سنة نتيجة القيام بالترتيبات الإدارية والحسابية لنهاية السنة، على غرار جميع المؤسسات الخدماتية والاقتصادية. وفي الوقت الذي يوفر البريد المركزي خدمة التخليص لآلاف المواطنين ضمن طوابير بشرية لا تنتهي، وغالبا ما يتخللها شجار واصطدام الزبائن ببعضهم البعض، يلجأ مواطنون آخرون للتنقل لولايات الطارف، سكيكدة وحتى قسنطينة لسحب أموالهم. الحالة المزرية التي تخيم على قطاع البريد والمواصلات بولاية عنابة تبقى النقطة السوداء في سجل القطاع الخدماتي، الذي يبقى دون المستوى جراء الفضائح التي تهزه، والتي كان آخرها مباشرة تحقيقات في عمليات تزوير ملفات توظيف للعديد من موظفي قطاع البريد فترة العشرية السوداء، وأهم الوثائق المعنية بالتزوير هي الشهادات الدراسية، والتي تم إخضاعها للتدقيق مؤخرا في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات التي تجري في سرية تامة. كما كان لعمليات الاختلاس نصيبها من فضائح المراكز البريدية، على غرار مركز لاكولون وسط عنابة وبلدية البوني. الواقع التسييري الذي ينال انتقادا لاذعا من طرف زبائن قطاع البريد والمواصلات يبقى على حاله في ولاية عنابة، التي تتوافد عليها لجان التحقيق والتحري دون تسجيل أي تحسن.