أكد رئيس حزب جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، عدم مشاركته في الوقفة المقررة يوم 24 فيفري، التي دعت إليها تنسيقية الانتقال الديمقراطي والحريات، في حالة ما إذا لم تتحصل على الرخصة من وزارة الداخلية. واقترح عبد المجيد مناصرة أن تقوم المعارضة بتقديم بدائل بدل الخروج إلى الشارع ”لأنه يمكن أن تنجر عن ذلك صراعات ومواجهات تؤدي إلى انزلاق”. وأوضح مناصرة لدى خروجه بعد اجتماع مجلس الشورى الوطني، أمس، أن الجزائر تهددها مخاطر كبرى، حصرها في تنامي الخطر الإرهابي بسبب الأوضاع الإقليمية التي تشهدها المنطقة، فضلا عن تراجع أسعار النفط في السوق الدولية، واحتجاجات عين صالح بسبب الغاز الصخري، وتواصل إضراب عمال قطاع التربية. وقال إن الأوضاع من شأنها تهديد الوضع الداخلي، والتأثير عليه بشكل سلبي، وتساءل عن إمكانية تطور تلك الأوضاع لخلق ثورة وتدخل أجنبي، وأبرز أن جبهة التغيير ضد مثل هذه التدخلات، لأنها ستجر البلاد نحو الهلاك. وحول التداعيات الأخيرة التي شهدتها ليبيا، قال المتحدث إن الإرهاب عابر للحدود، نافيا ارتباطه بالإسلام، وأكد أن الإرهاب يحتاج إلى معالجة أكثر من محاربة أو مقاومة، معبرا عن أسفه لاعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنظمة انقلابية ودعمها لأخرى استبدادية، ورفضها لسلطة تنجم عن انتخابات تعبر عن اختيار الشعب مثلما حدث في فلسطين، رغم أنها كانت نزيهة وشفافة ومراقبة عن طريق جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق. وتساءل مناصرة ”هل تدفعنا الظروف إلى التوافق والاجتماع حول كلمة سواء؟ هل ننتظر مهلا أخرى وفرصا إضافية؟ أما آن الأوان لأن تعطى الفرصة للشباب والجيل الجديد لتجاوز هذه المحن والظروف كلها؟”، داعيا السلطة أمام هذا الوضع للإفراج عن مبادرة سياسية أخرى، بعد فشل المبادرات السابقة، وأكد أنه يتحتم عليها القيام بأفعال وليس أقوال، وواصل بأن ”السلطة تحدثت عن إنجازات كثيرة ولكنها لا تغطي الحجم الكبير للفساد”، محذرا من الفوضى ومحاولات الخوصصة التي لا تخدم إلا فردا أو شخصا واحدا لا غير”. وأضاف رئيس جبهة التغيير أن المنطقة تشهد صراعا محتدما بين الثورات والثورات المضادة، بين الاستبداد والديمقراطية، بين الهيمنة والتغيير، بين الفساد والإصلاح، التخلف والتنمية، والجزائر معنية بهذا الصراع، فضلا عن المخاطر التي تهددها، وقال إنه ”لذلك وجب الاعتماد على الرؤية الواقعية والبحث عن الوسائل لتفادي هذه المخاطر، والبحث عن المواقع الآمنة والأوضاع المستقرة”، ودعا إلى تمتين الوحدة بين أبناء الوطن، وترسيخ الحوار وقبول الآخر، وقبول الاختلاف والبحث عن الحلول، باعتماد الحوار كأسلوب لمعالجة الأزمات وتجاوز الخلافات.