كما كان متوقعا، أدخل نادي اتحاد العاصمة فريق شباب قسنطينة النفق المظلم، حيث قضى المتألقان بلايلي وبن موسى على آمال السنافر في العودة مجددا إلى سكة النتائج الإيجابية، هزيمة أبانت أن سياسة البريكولاج والهروب إلى الأمام وحتى الملايير لا تصنع فريقا تنافسيا. ويبدو واضحا أن أيام مسيري ومدربي ولاعبي فريق شباب قسنطينة ستكون سوداء، خاصة وأن الأنصار في قمة الغضب ولن تكفي التضحية المنتظرة برشيد بلحوت لامتصاص هيجانهم، وقد أكد عدد من أنصار الشباب الأوفياء أمس ل”الفجر” أنهم سيعرفون كيف يحاسبون الجميع على ما يحدث داخل أحد أعرق النوادي الجزائرية، وأشار أحدهم أن البداية ستكون في الحصة التدريبية المقبلة إن أجريت لأن الوضع حسب ما علمناه أمس جد متأزم داخل الفريق وحديث عن إقالة بلحوت ومعاقبة عدد من اللاعبين الذين كانوا وراء الشجار الذي حدث بين شوطي المقابلة داخل غرف تغيير الملابس فيما بينهم. وتساءل العديد من متتبعي الكرة المستديرة في قسنطينة عن كيفية تسجيل هدفين في ظرف دقيقة واحدة الأولى في الدقيقة 30 عن طريق بن موسى والثاني في الدقيقة 31 عن طريق بلايلي، وهو ربما ما كان وراء الشجار الذي وقع في غرف تغيير الملابس كما سبق ذكره، وكانت النتيجة ستكون أثقل لو عرف لاعبو الاتحاد تسجيل الفرص الكثيرة المتاحة لهم في شوطي المقابلة التي تميزت بسيطرة شبه كلية للمحليين، ولو لا كذلك تألق الحارس الدولي سيدريك الذي كان رجل اللقاء من جانب السنافر. اجتماع استثنائي لإقالة بلحوت علمنا أمس أن اجتماعا استثنائيا عقد مساء أمس لإقالة المدرب رشيد بلحوت، حيث اجتمع الطاقم المسير بالطاقم الفني للاستماع للأسباب التي كانت وراء تراجع نتائج الفريق الذي كان في زمن غارزيتو ينافس على اللقب ليصير اليوم يلعب من أجل تجنب السقوط وهي مهزلة حقيقية في نظر محبي هذا النادي العريق، خاصة مع استهلاك أزيد من 40 مليار سنتيم حسب ما علمناه في منذ بداية الموسم الكروي الحالي فقط أغلبها ذهبت إلى جيوب اللاعبين الذين لم يشرفوا بالمرة عقودهم مع النادي، ويتساءل الكثير من الأنصار وحتى المتتبعين والإعلاميين: أين الملايير؟ ولماذا تصرف هذه الأموال الطائلة مادام أضحت غير مجدية في جلب على الأقل لقب أو كأس أو لنقل أقل من ذلك مرتبة مؤهلة للمنافسات القارية حسب ما تضمنته أهداف النادي قبل إنطلاق الموسم. الأنصار ومعهم الطاسيلي الخاسران الأكبر لا يختلف إثنان في أن أكبر خاسر في كل ما يحدث للنادي الرياضي القسنطيني، هم أنصاره الأوفياء والكثر الذين حازوا كما هو معلوم الموسم الماضي بجائزة الروح الرياضية التي تمنحها المديرية العامة للأمن الوطني، أنصار معروفون بوفائهم للفريق وتنقلاتهم حتى في أصعب الظروف وأبعد المناطق، أنصار يحملون صفة السنافر لكثرتهم، ولا أحد في الجزائر ينافسهم حسب الأرقام، وهم اليوم في غضب ومصدومين لرؤية فريقهم يعاني مرة أخرى وتستنزف أمواله من محسوبين على الرياضة همهم الوحيد هو اللهث وراء المال والشهرة وكأن الشباب مكتوب عليه تغيير الرؤساء والمدربين كل موسم والنهاية تكون دوما كارثية. ثاني خاسر من دون شك مع الوضعية التي يتواجد عليها الفريق شركة الطاسيلي التي تحوز على أغلبية أسهم الشركة المحترفة، حيث ضخت أموالا ضخمة تتجاوز حسب مصادر غير مؤكدة ال100 مليار سنتيم واستقدمت منذ تأسيس الشركة والتوقيع على العقد مع رئيس الفريق الهاوي ياسين فرصادو ثلاثة رؤساء الأول إطار في الجوية الجزائرية مكرود الذي أدخلته الصراعات المستشفى وأبعد من طرف محترفي الكولسة ليخلفه بوالحبيب ثم يبعد هو الآخر ليأتي بن طوبال والمهزلة مستمرة مع رؤساء لا يحملون من صفة الرئيس سوى الاسم، الطاسيلي كانت وراء قدوم كذلك رابح سعدان الذي كان يطمح لتجسيد مشروع قبل أن يرحل برحيل مكرود ثم جيء بمدربين آخرين قبل العودة إلى غارزيتو ثم استقدام بلحوت الذي سيغادر اليوم أو غدا ليأتي بعده آخر وهكذا دواليك، ما يمكن قوله هو أن سياسة البريكولاج والتسيير من قبل أشخاص لم ينجحوا أينما حطوا ونزلوا لن يؤسس لفريق كبيريا سادة.