سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أمريكا توفد سكرتيرها المكلف بالاقتصاد الشهر المقبل لاقتسام كعكة الغاز الصخري بعد إعلان الحكومة عدم التراجع عن استغلاله.. واشنطن تسابق الزمن إلى الجزائر
بعد أن أعلنت الحكومة تمسكها باستغلال الغاز الصخري في الجزائر وعدم العدول عن قرار الاستكشاف، رغم المعارضة الشعبية الشرسة التي واجهتها، من المنتظر أن يقوم نائب السكرتير الأمريكي للشؤون الاقتصادية تشارلز ريفكين بزيارة إلى الجزائر في الفاتح من الشهر المقبل على رأس وفد رفيع المستوى من رجال الأعمال الأمريكان، لمباحثة سبل تعزيز فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين، وعلى رأسها صفقة استغلال الغاز الصخري التي تطمح أمريكا للاستحواذ عليها في الجزائر كونها الرائدة في هذه التكنولوجيا عالميا. تخطط الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى دخول السوق الجزائرية بقوة خلال الأسابيع المقبلة، وتسعى لاصطياد اتفاقيات هامة من شأنها أن تجعلها الشريك الأول للجزائر في مشاريع وصفقات الخماسي 2015 2019، متفوقة بذلك على الشريك التقليدي فرنسا والشريك الجديد الصين، لاسيما في مجال المحروقات والكهرباء والغاز الصخري. ويبدو أن تحركات الوزير الأول عبد المالك سلال من خلال مشاركته في قمة الولاياتالمتحدةالأمريكية - إفريقيا، وما تم الاتفاق عليه مع رجال الأعمال الأمريكان، قد باشر تجسيدها على أرض الواقع، فضلا عن أن الزيارة الأخيرة لوزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، إلى شيكاغو بمناسبة انعقاد الأسبوع الجزائري للاستثمار، قد منحت رجال الأعمال الأمريكان ضمانات لزيارة الجزائر وتجسيد جملة من المشاريع الاستراتيجية في قطاعات استراتيجية وحساسة. وفي هذا الإطار، من المرتقب تنظيم لقاء اقتصادي ”جزائري - أمريكي” تحت شعار ”المبادلات التجارية وفرص الاستثمار” خلال زيارة نائب السكرتير الأمريكي للشؤون الاقتصادية، تشارلز ريفكين، لتوضيح الرؤى بالنسبة للمستثمرين الأمريكيين حول قواعد وقوانين الاستثمار في الجزائر، خاصة بعد التسهيلات التي حملها القانون الجديد للأجانب. وسيستحوذ ملف استغلال الجزائر لمخزونها من الغاز الصخري ”الشيست” على حصة الأسد من مناقشات السكرتير المرتقبة، إذ تطمح أمريكا التي تعد الرائدة في مجال استخراج الغاز الصخري، والتي تحتكر هذه التكنولوجيا بأقل الأضرار على الطبيعة عالميا، إلى الاستحواذ على السوق الجزائرية في مجال الشيست، خاصة أن وزير الطاقة يوسف يوسفي كان قد عبر عن نية الجزائر الاستفادة من الخبرة الأمريكية في التقنيات المتطورة لاستغلال الغاز الصخري، ما يرجح الكفة لتكون أمريكا المرشح الأكبر للظفر بحقول وآبار الجزائر الصخرية خلال الحقبة المقبلة. إذ ستعمل أمريكا على لسان كاتب دولتها بتطمين سلال وطاقمه حول التحكم الأمثل في الانعكاسات السلبية التي ستنجر عن استغلال الغاز الصخري في بلادنا على الطبيعة والبيئة، من خلال اتخاذ هذه الأخيرة لكافة احتياطاتها اللازمة لحماية المياه من التلوث. ويبدو أن وزير الطاقة، يوسف يوسفي، قد تبنى هذا المنطلق من خلال تصريحه في أكثر من مناسبة أن استغلال الغاز الصخري لن يؤثر سلبا على البيئة وسيتم اتخاذ كافة احتياطات السلامة. وسيحوز ملف المحروقات كذلك على قدر واف من المناقشات بين الطرفين الجزائري والأمريكي، في ظل وجود علاقات قديمة تربط البلدين في المجال، كما سيسعى يوسفي إلى الظفر بالقدر الكافي من الوعود الأمريكية لنقل التكنولوجيا إلى بلادنا وتكوين اليد العاملة الجزائرية وتأهيلها لاكتساب الخبرة.