شكلت الهوية الجزائرية والمطالبة بها عبر التاريخ موضوع كتاب جماعي ضم مقالات علمية لآثاريين. وحمل الكتاب الصادر مؤخرا عنوان ”تأكيد الهوية في الجزائر قديما وفي القرون الوسطى ، معارك ومقاومة”. ويجمع الكتاب الصادر عن المركز الوطني للبحث في الآثار (Cnra) ثمان مساهمات تسلط الضوء على مراحل التأكيد الهوياتي عبر عديد المقاومات الثقافية والعسكرية والسياسية، بالإضافة إلى تكريم خاص لرائدة علم الآثار الجزائري قديرة فاطمة خضرة التي رحلت سنة 2012. وتتناول الجامعية هوارية خضرة حجاجي في المقال الأول للكتاب مقاومة الملك النوميدي يوغرطا (157-104 ق.م) للغزو الروماني سنة 111 ق.م شرق نوميديا قبل إلقاء القبض عليه وإعدامه في روما، وهو مقال يستعيد خصال المحارب والقائد الذي واجه أعتى قوة في العالم وقتها، وسبق للجامعية هوارية خضرة حجاجي أن أصدرت كتبا في المجال من بينها ”يوغرطا بربري في مواجهة روما” و”ماسينيسا الإفريقي العظيم”. ويعد القديس أوغسطين أحد الآباء الأربعة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية الذي أدان عنف الامبراطورية الرومانية في إفريقيا وممارساتها التعذيب واستعبادها السكان البربر، ملتزما بالدفاع عن حقوق الإنسان. وفي مساهمته تطرق الجامعي سعيد دحماني إلى بداية دخول الاسلام إلى الجزائر ومواجهته أولا من قبل الملك البربري كسيلة، الذي وقف في وجه القائد العربي عقبة بن نافع، الموفد نحو 663 من طرف الخليفة معاوية لنشر الإسلام وتوسيع أراضيه في المغرب. وضم المؤلف ملخصات سير لشخصيات مميزة تنتمي للجزائر قديما، على غرار الملوك النوميديين ماسينيسا وابنه البكرميسيبسا ويوغرطة، بالإضافة إلى شخصيات أقرب تاريخيا كبولوغين بن زيري، ويغمراسن مؤسس حاضرة الزيانيين.