مع بداية العد التنازلي لموعد اختيار البلد الذي يحتضن ”كان 2017” هذا الأربعاء، باتت الكواليس تصنع الحدث مؤخرا سيما مع بروز الإشاعات حول منح الكاف الجزائر شرف تنظيم الدورة وبين من يفند هذه الأقاويل، ولا حديث لدى الجمهور الجزائري إلا عن مدى قدرة ملف الجزائر على إقناع أعضاء المكتب التنفيذي للكاف من أجل الحصول على شرف تنظيم العرس الكروي القاري، للمرة الثانية في تاريخ الجزائر بعد دورة 1990. خاصة وأن الجزائر تراهن على أربعة ملاعب عصرية، من أجل خطف تنظيم بطولة كأس أمم إفريقيا 2017، رغم المنافسة القوية لدولتي غاناوالغابون. علاقة حياتو مع رئيس الغابون وميولاته الرياضية تخيف روراوة ورغم التفاؤل الذي يسود الجزائريين، بخصوص حظوظهم في الفوز بشرف تنظيم دورة 2017، إلا أن كل المخاوف من لعبة الكواليس، خاصة بعدما لمحت بعض التقارير إلى أن حظوظ الغابون أوفر لتنظيم هذا الحدث القاري، بسبب العلاقة المتينة التي تربط رئيس هذه الدولة مع الرجل الأول في الكونفدرالية عيسى حياتو. فالغابون التي نظمت الدورة مناصفة مع غينيا الاستوائية عام 2012 تطمح إلى الحصول على شرف إقامة دورة 2017 في بلادها، تيمنًا بالجارة الصغيرة غينيا الاستوائية التي نجحت إلى حد ما في تنظيم المنافسة القارية على أرضها رغم ضيق الوقت، كما أنّ رئيس الغابون ”علي بونڤو” المعروف بميولاته الرياضية، كان قد حضر إلى ”باتا” حيث جرى نهائي كأس إفريقيا وجمعه حديث مع عيسى حياتو لم يتردّد خلاله في أن يطلب مساعدة بلاده على احتضان الحدث الكروي، مشيرا إلى أنه مستعد لتوفير كل ما تطلبه ”الكاف”. ملف غانا أقوى على الورق وكويسي واثق من فوز بلاده كما دخل الملف الغاني دائرة السباق ليخلط حسابات البلدان المرشحة، خاصة وأن غانا تملك ملاعب على أعلى مستوى وجاهزة من الأن، عكس الجزائر التي قدمت ملفا قويا على الورق فقط لحد الآن، في ظل عدم اكتمال الأشغال بالملاعب التي تخضع لعمليات ترميم واسعة، على غرار ملعب 5 جويلية، والذي سيكون جاهزا بداية من شهر سبتمبر المقبل، فيما تكتمل الأشغال بالملاعب الجديدة أواخر سنة 2016 إذ أن ملف غانا سيكون هو الأخر منافسا قويا للجزائر في ظل تواجد أحد أعضاء المكتب التنفيذي ل ”الكاف” ”كويسي نيانتاكي” الذي بدوره لم يبق مكتوف اليدين وتحرّك لأجل دعم الملف الغاني، على اعتبار أنّ بلاده تستهدف الحصول على تنظيم كأس إفريقيا 2017، كما أنّه يواصل تحركاته، لاسيما أنه يحظى بقبول وسط بعض الأعضاء. وكان وزير الرياضة الغاني قد أعرب في وقت سابق عن ثقته بفوز بلاده بشرف تنظيم المنافسة الإفريقية الكبرى للمرة الثانية في التّاريخ. الحسم سيكون هذا الأربعاء والجزائر تترقب وبالنسبة للسلطات العليا في البلاد، فإنها تعقد العزم على أن تكون الدورة المقبلة على أرض الجزائر لأجل تأكيد تطوّر البلاد على كل المستويات وقدرتها على استضافة كبرى المنافسات بعد سنوات من الغياب عن المشهد الرياضي، كما تعتزم توفير كل الإمكانات الضرورية لإنجاح حدث من هذا النوع. بينما على الجزائريين انتظار يوم 8 أفريل حيث يتم حسم الأمور بخصوص البلد الذي ينظّم كأس إفريقيا، بينما يجب توقّع أي شيء لأنّ ”لا شيء مضمون” في قارة يسيّر إتحادها وفق أهواء مسؤوليه.