المتجول عبر الأحياء السكنية والطرقات ببلدية عين الذهب في ولاية تيارت، يخيل له أنه ضمن منطقة هي ورشة للإنجاز لم تنطلق الأشغال بها بعد، فوضعية الطرقات حدث عنها ولا حرج، فبين الحفرة والحفرة توجد حفر، وبعض الأحياء السكنية ماتزال الطرقات بها والأرصفة على حالتها الأولى عبارة عن أتربة لم تزرها بعد مشاريع التحسين الحضري. هذه المدينة التي عرفت خلال سنوات مضت قفزة نوعية من حيث مشاريع التحسين الحضري، توقفت بها عجلة التنمية والسبب - حسب الكثير من السكان - راجع للصراعات الشخصية والمصلحية بين منتخبي المجلس البلدي والتي جعلتهم منهمكين في تجسيد البقاء للأقوى ونسوا بل تناسوا مشاغل ومشاكل من انتخبوهم. عرف المجلس المنتخب حالة من الانسداد جعلت الوالي يعطي هؤلاء مهلة لوقف الانسداد الحاصل والتكفل الجدي بانشغالات السكان وتجسيد مشاريع التنمية المحلية التي منحت للبلدية منها مشاريع التحسين الحضري، وتحتم الوضع على السلطات الولائية منع ترخيص استثنائي للإمضاء للأمين العام للبلدية، وهذا للتفكل باحتياجات المواطنين في الوثائق الإدارية. ورغم هذا ماتزال دار لقمان على حالها والأغلبية تترقب أن يتم حل المجلس البلدي وتكليف إداريين لتسيير أمور البلدية. سكان البلدية اشتكوا من نقص التهيئة الحضرية وانعكاستها على حياة المواطنين، ففي الشتاء يعاني هؤلاء من صعوبة التنقل بسبب الأوحال وتشكل أحواض مائية والمشاكل التي يتكبدها الأطفال الصغار خلال توجههم لمقاعد الدراسة، ومشاكل في تنقل المرضى، أين يرفض أصحاب سيارات ”الكلوندستان” الدخول للأحياء غير المعبدة، وصيفا تعاني تلك العائلات من الغبار وانتشار الحشرات والقوارض، وخاصة العقارب، أين تبقى بلدية عين الذهب تحتل المرتبة الثالثة بالولاية من حيث عدد حالات لسعات العقارب التي تسجل كل صائفة، أين تم إحصاء 157 حالة لسعة عقارب خلال صيف 2014. وتحدث بعضهم عن المشاكل في تنقل الجنائز نحو مقبرة المدينة، والتي تبقى الطريق المؤدي إليها يصلح لكل شيء إلا لسير المركبات. ورغم هذا الواقع فضل منتخبي البلدية تسخير أنفسهم للصراعات الداخلية، فيما بينهم تاركين معاناة المواطنين من بينهم أقرباء لهم على الرف، في انتظار تدخل السلطات الولائية لنفض الغبار عن الملف الذي يخبئ بصفحاته معاناة عائلات كثيرة ذنبها أنها مارست حقها الانتخابي.