فتحت، أول امس، مصالح الأمن بدائرة تازولت بباتنة تحقيقا حول سرقة فسيفساء نادرة يعود تاريخها إلى ما يزيد عن الألفي سنة وقد تمت السرقة على مستوى موقع أثري بالمنطقة، حيث أودعت شكوى لدى مصالح الأمن في هذا الشأن وقد تحركت التحريات التي ترجح في معطيات أولية أن يكون الفعل منسوبا لعصابة مختصة في سرقة وتهريب الآثار والتحف النادرة. وحسب المعلومات المتوافرة فقد حلتّ بالموقع الأثري فرقة أجنبية مختصة في التاريخ والتحف الأثرية بالإضافة إلى فرقة جزائرية ومصالح الدرك الوطني. وقد تم اكتشاف هذه الفسيفساء النادرة منذ أزيد من سنتين من طرف مختصين جزائريين وأجانب قاموا بأشغال حفر متخصصة على مستوى نقاط معينة بمنطقة تازولت المصنفة كمنطقة أثرية بامتياز. ويؤكد المختصون أن الآثار المكتشفة بمنطقة تازولت لا تمثل سوى شيئا يسيرا، مما يفترض أنه مخبأ بباطنها، بالنظر إلى الدراسات التاريخية حول المنطقة، وأهمها أن الإمبراطورية الرومانية اتخذت منها عاصمة عسكرية أثناء تواجدها بشمال إفريقيا وقد أبرز المركز الوطني لعلم الآثار، في حوصلة أعماله الأهمية الكبيرة لمدينة تازولت الأثرية بعد أن أجريت عمليات البحث على محورين أساسيين من خلال الاكتشاف الجيوفزيائي. الأول على مستوى المدينة الأثرية القديمة والآخر على مستوى مرقد النمرة وقد أشار المختصون إلى أن هناك عملية لإعادة التهيئة العمرانية للموقع وقد أثارت عملية السرقة استياء واسعا لدى المهتمين بالتراث المادي للمنطقة الذين تساءلوا عن ظروف حفظ هذه التحف النادرة والعمل على حمايتها من السرقة.