تنطلق خلال الأشهر القليلة المقبلة، الأشغال الخاصة ببناء المتحف الوطني للآثار الأركيولوجية بدائرة تازولت التابعة لولاية باتنة، حسب البرامج المسطرة في هذا الشأن من قبل مديرية الثقافة بالولاية خلال الخماسي الجاري. وقد تم اختيار تازولت لاحتضان هذا المرفق الهام لثرائها بالكنوز الدفينة والضاربة جذورها في أعماق التاريخ والشاهدة على حقب وشعوب تعاقبت على هذه الأرض، وتم مؤخراً اكتشاف فسيفساء نادرة ومصنّفة عالميا أثناء حفريات قام بها فريق مختص جزائري وفرنسي منذ شهرين تقريباً، وطرحت إشكالية حفظها في متحف ذي خصائص معينة، وهو ما لا يتوافر بالمنطقة، ما جعل من الضروري اقامة هذا المتحف، بعد أن نقلت الفسيفساء إلى متحف المدينة الأثرية تاموڤادي بصفة مؤقتة، لما تجود به الأبحاث في كل مرة من قطع أثرية ثمينة وفق ما تفرضه المعايير الدولية. ويؤكد المختصون أن الآثار المكتشفة بمنطقة تازولت لا تمثل سوى شيئا يسيرا، ما يفترض أنه مخبأ بباطنها، بالنظر إلى الدراسات التاريخية حول المنطقة، وأهمها أن الإمبراطورية الرومانية اتخذت منها عاصمة عسكرية أثناء تواجدها بشمال إفريقيا.وقد أبرز المركز الوطني لعلم الآثار، في حوصلة أعماله خلال 2009 التي قدمها منذ شهر، الأهمية الكبيرة لمدينة تازولت الأثرية بعد أن أجريت عمليات البحث على محورين أساسيين من خلال الاكتشاف الجيوفزيائي، الأول على مستوى المدينة الأثرية القديمة والآخر على مستوى مرقد النمرة، وقد أشار المختصون إلى أن هناك عملية لإعادة التهيئة العمرانية للموقع.