يعتبر أسلوب خرائط المحادثة الذي تم إطلاقه على الصعيد العالمي سنة 2008 في أكثر من 160 دولة، والذي يتوفر بعدة لغات تصل إلى 38 لغة أداة تعليمية تفاعلية تهدف إلى مساعدة مرضى السكري على التعايش مع المرض بشكل آمن، وتشجيع الحوار والمناقشة بخصوص السكر ومخاطره وأهمية وضع خطة علاجية للتحكم فيه، مع توضيح كيفية التعامل مع مضاعفات هذا الداء، تحسبا لشهر رمضان، لمن يرفضون التقيد بنصائح الطبيب. كشفت الدكتورة سميرة زكري، مختصة في طب السكري ”أن هاته التقنية التي تدخل ضمن برنامج المحادثات” حول داء السكري” الذي لم يعمل به، رغم تم إطلاقه في الجزائر سنة 2011 تعد من بين إحدى الأساليب التعليمية المبتكرة الذي يشرف عليه مكون كفء لمرضى السكري من المشاركة بنشاط في إدارة الداء، من خلال المشاركة التفاعلية ضمن مجموعة من النظراء، أين تشمل عدة مواضيع أهمها كيفية التعايش مع داء السكري، مدى تأثير داء السكري على الجسم، التغذية الصحية والبقاء على حالة نشاط، بدء العلاج بالأنسولين، العناية بالقدمين والسكري، فهم أهمية التقيد الجيد بالعلاج وكذا الجوانب المتعددة للتحكم في داء السكري، العيش في أسرة مع داء السكري من النوع 1والتعامل مع داء السكري خلال شهر رمضان. وفي السياق، أضافت المختصة ”أن هذا البرنامج سيتضمن عدة ندوات ودورات تكوينية تهدف إلى مساعدة المرضى على تحسين إدارة مرض السكري خلال شهر رمضان وذلك في إطار إطلاق حملة ”الصحة ورمضان” من خلال تشجيع النقاش حول هذا الداء ومخاطره وأهمية وضع خطة حول كيفية التعامل مع مرضى السكري قبل شهر رمضان، بالإضافة إلى ما يجب فعله في حالة حدوث مضاعفات متعلقة بالصيام”. وتهدف هذه المبادرة التي باشرت بتنفيذها وزارة الصحة بالشراكة، مع مخبر ”ليلي الجزائر” إلى توعية وتحسيس، وكذا تدريب بعض الإطارات في القطاع الطبي والشبه الطبي لمحادثة المرضى ومحاولة إقناعهم بعدم جدوى صيامهم في حالة وجود مضاعفات وكذا تلقينهم كيفية الوقاية منه، بالإضافة أن هاته الدورات التدريبية تعتمد أساسا على أداة حديثة ومتطورة متمثلة في خرائط المحادثة على شكل حوار بين مجموعات صغيرة من مرضى السكر أوذويهم لتبادل المزيد من المعلومات تحت إشراف وتوجيه أطباء، وذلك بتبسيط المعلومة الطبية وإيصالها للمريض بأسهل طريقة، عن طريق طرح مجموعة من الأسئلة مكتوبة في بطاقات ويطلب من المريض أن يضعها في المكان المناسب على الخريطة والمتمثلة في رسومات متنوعة تشمل عدة محطات في يوم الصيام بدءا من السحور، السوق، نوعية الأطعمة والمخاطر الناجمة عن الصوم، وغيرها المعطيات التي تصب مجملها في تثقيف مريض السكري في ما يخص بكيفية التعامل مع المرض، وكذلك على أساليب المناقشة والإقناع والتعليم وتدريب المرضى، على أن يكونوا مشاركين في اتخاذ القرار ورسم الخطة العلاجية.