عقد أمس في باريس وزراء خارجية دول الائتلاف الدولي المتكون من الدول الغربية ودول الشرق الأوسط، التي تتصدى لتنظيم الدولة الإسلامية قمة برئاسة الولاياتالمتحدة، لمراجعة استراتيجية التحالف بعد فشلها في وقف الزحف الجهادي على عدد من المناطق، وخطط الحكومة العراقية لاستعادة الرمادي، وتفعيل مشاركة الأقلية السنية، بحسب ما جاء على لسان مسؤول أمريكي. وقبيل الاجتماع، أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في مؤتمر صحافي في باريس، أن تقدم تنظيم ”داعش يشكل ”فشلاً للعالم بأسره”، مندداً بنقص الدعم للعراق الذي يتصدى للجهاديين منذ عام. وأضاف بشأن دعم العراق، ”الكلام كثير لكن الأفعال قليلة على الأرض”. وأضاف العبادي إن ”شركاء التحالف لا يزودون القوات العراقية بمعلومات جوية كافية لوقف تقدم التنظيم المتشدد، كما يوجد نقص أيضا في دعم العمليات البرية”. وتابع للصحفيين أن تنظيم ”داعش” متنقل ويتحرك في مجموعات صغيرة جدا وأن الدعم الجوي ليس كافيا. وفي السياق، قال مسؤول دفاعي أمريكي طلب عدم نشر اسمه، إن واشنطن أرسلت ألفي صاروخ مضاد للدبابات من طراز ”أي تي 4” إلى العراق، بحيث تُسلم نصف كمية الصواريخ إلى الحكومة العراقية المركزية مباشرة، في حين يبقي النصف الآخر لدى قوات التحالف الدولي التي تقودها واشنطن في المنطقة لتدريب العراقيين وللطوارئ في المستقبل. وذكر المسؤول أن إرسال الصواريخ تمّ الأيام الماضية. وكان البنتاغون قد صرح بأن تسليم الصواريخ سيساعد العراق في التصدي للهجمات التفجيرية بسيارات ملغومة، وهي هجمات استخدمها ”داعش” بشكل كبير في سيطرته الشهر الماضي على مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار غربي العراق، وهو ما عُد أكبر انتكاسة لقوات الأمن العراقية منذ نحو عام. وكشف تقدم التنظيم مؤخرا خللا في الجيش العراقي والإمكانيات المحدودة للضربات الجوية الأمريكية. ويشار إلى أن وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، انتقد الجيش العراقي في تصريحات سابقة، وقال إنه لم يبد أي رغبة في القتال، وهو ما رفضته بغداد واضطر بعدها نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لطمأنة بغداد بالتزام واشنطن بمساعدة العراقيين ضد تنظيم الدولة.