استقبل رئيس تكتل ”التغيير والاصلاح” بالبرلمان اللبناني، الجنرال ميشال عون، ليلة أمس، في مقر إقامته في الرابية شمالي بيروت، رئيس حزب ”القوات اللبنانية”، سمير جعجع، في لقاء وصف ب ”التاريخي”، في محاولة للبحث عن أرضية مشتركة بين خصمي الحرب الأهلية السابقة اللذين أسهم العداء بينهما في تعطيل انتخاب رئيس جديد للبلاد. صرح العماد عون أن زيارة جعجع كانت مفاجئة، وأضاف قائلا: ”نحن نوافق على النوايا التي أعلنت في ورقة النوايا بين ”القوات” والتيار الوطني الحر، ومصممون على تنفيذها”، مشيرا إلى أن ”الاستفتاء أن حصل سيكون ضمن الآليات التي لا تمس بالدستور”. وأعقب اللقاء مؤتمر صحفي تلي فيه بيان مشترك مما جاء فيه التزام الطرفين بالعمل ”لانتخاب رئيسا قويا ومقبولا في بيئته وقادر على طمأنة البيئات الأخرى”. وأكد جعجع عقب لقائه عون أنه مسرور جدا لحصول هذا اللقاء قائلا: ”قلت للجنرال كم كنت أتمنى أن يحصل اللقاء منذ 30 عاما”، وأضاف: ”اجتماعنا اليوم هو بداية حوارنا والعمل الحقيقي يبدأ الآن مع الجنرال ولن تفشل هذه المحاولة”. وأوضح أن ”لا نمانع إجراء أي استطلاع للرأي ضمن الدستور بشأن رئاسة الجمهورية والتركيز سيكون على قانون الانتخاب وقانون استعادة الجنسية”. ويوعز مختصون أنّ فتح عون وجعجع الباب الموصد بينهما منذ أكثر من 35 عاماً، وطي صفحة النزاع المتوارث بينهما، مرده حسابات سياسية محددة أملت عليهما أن يضعا سلاحهما جانبا ويذيبا قليلاً من الثلج عن دربهما. وتمتد جدور العداء التاريخي بين عون وجعجع إلى الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990، وانتهت بنفي عون وسجن جعجع. وبعد عودة الأول وخروج الثاني من السجن في أعقاب خروج القوات السورية من لبنان، ظلا يتنافسان على زعامة المسيحيين، كما أصبح عون حليفا قويا لسوريا و”حزب الله”، بينما جعجع أبرز خصومهما في لبنان وأقرب الحلفاء لتيار المستقبل. وتجدر الإشارة إلى أنّ العماد عون وسمير جعجع هما مرشحان بارزان لمقعد الرئيس اللبناني الشاغر، منذ انتهاء ولاية ميشال سليمان قبل عام. وبموجب نظام اقتسام السلطة في لبنان فإن منصب الرئيس يتولاه مسيحي ماروني.