يشهد لبنان مرحلة بالغة الدّقة على أكثر من صعيد وسط حالة من التوتر الأمر الذي يبعث على الخوف والقلق لدى المواطنين من استمرار الوضع على ماهو عليه مستقبلا ومازاد في تأزمه ما يعرفه لبنان من ضغط جرّاء آثار الأزمة السورية، حيث يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري. وللخروج من هذا الوضع، يتطلب على اللبنانيين اختيار رئيس قوي خلال الانتخابات الرئاسية الشهر القادم. ووفقا لنظام لبنان الطائفي، ينبغي أن يكون الرئيس مسيحيا مارونيا، وهي الطائفة الموزعة بين قوى الثامن والرابع عشر آذار. فقد أعلن السياسي اللبناني المسيحي سمير جعجع ترشحه للانتخابات الرئاسية، وبذلك يعد أول المترشحين بصفة رسمية للمنصب الأول في البلاد التي عرفت أعمال عنف وشلل سياسي منذ عدة أشهر. ويعد جعجع من الشخصيات المعارضة للنظام السوري، حيث سبق له أن أدان عدة مرات دعم حزب الله له. وكان جعجع الذي يرأس حزب القوات اللبنانية قد قضى أكثر من 11 عاما في السجن لاتهامه بجرائم ارتكبت إبان الحرب الأهلية اللبنانية خلال فترة (1975 1990). أما رئيس "تيار التغيير والإصلاح" السيد ميشال عون، فيعتبر نفسه المرشح الأقوى لتولي رئاسة لبنان، إذا ما كانت الظروف مواتية، خاصة وأن صحته الجسدية والنفسية تسمح له بتقديم إرث يذكر في لبنان عن برنامج يعالج نقاط الضعف في المجتمع في كل الميادين التربوية والاقتصادية والدفاعية. وكشف عون أنه في حال أصبح رئيسا للبلاد، فإن أولى قراراته، سترتبط بالشأن الأمني، مشيرا إلى أن ما يجري في سوريا ليس آمنا للبنان، واعتبر المقاومة اللبنانية إبنة الشعب الحاضن لها، مؤمنا بقوتها، مضيفا أن لا مقاومة بدون شعب ودون جيش، وقد أكد زعيم "تيار المردة" اللبناني سليمان فرنجية، أن مرشحه لرئاسة الجمهورية اللبنانية، هو زعيم تكتل التغيير والإصلاح، ميشال عون، مفضلا الفراغ على تمديد ولاية الرئيس الحالي "ميشال سليمان"، وأنه مع رئيس قوي وإن كان من قوى الرابع عشر من آذار. وقد أوضح مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية "وهبي قاطيشا" أن الحزب يرى في جعجع أحد المرشحين الأقوياء بقوى 14 آذار. في المقابل، يعتقد القيادي في التيار الوطني الحرّ، سليم عون، أن جعجع لا يمكن أن يكون رئيسا جامعا للبنانيين اليوم، بدليل عدم قدرته على المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية أو حوار وطني، رغم أنه يمثل قاعدة مسيحية عريضة. فأي المرشحين يكون الأوفر حظا والجامع للبنانيين؟