أكد وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، أمس الأول، أن الجزائر مع تشجيع التعاون بين الدول العربية، لاسيما في الاستثمار المشترك والتحالفات مع الشركات العالمية لتطوير صناعة الحديد والصلب. وقال الوزير خلال أشغال الدورة العادية ال”48” للجمعية العامة للاتحاد العربي للحديد والصلب، المنعقدة بفندق السوفيتال بالعاصمة، أن الجزائر تواصل دعمها لمختلف الاتحادات العربية التي تعنى بالقطاع الصناعي عموما والاتحاد العربي للحديد والصلب خصوصا، في ظل نجاحه في تقليص الفجوة بين الإنتاج والطلب إلى حوالي 10 في المائة. ودعا في السياق ذاته الحكومات العربية عموما والمعنيين بالصناعة خصوصا إلى حماية إنتاجها المحلي من الإغراق الذي تمارسه الدول الأجنبية لتحقيق تنمية قطاعها الصناعي. ويرى بوشوارب أن أغلب المنتجات الأجنبية المستوردة من الحديد والصلب تعتبر رخيصة كونها مدعمة حكوميا وذات جودة أقل مقارنة بالمنتوج المحلي في الدول العربية. وتعتبر الجزائر، يضيف الوزير، من أكبر الدول العربية المستوردة لحديد التسليح بكمية تتراوح بين 2،5 و3 مليون طن سنويا، أي ما يعادل 35 في المائة من احتياجاتها مقابل تزايد معدل الاستهلاك سنويا بحوالي 7 في المائة. وتمكنت الدول الأعضاء في الاتحاد العربي للحديد والصلب، حسب أرقام قدمها الوزير، من بلوغ طاقة أن تاجية تقدر ب 50 مليون طن سنويا في 2014 بعدما اقتصر معدل الإنتاج في 1971 سنة نشأة الاتحاد على 3 ملايين طن وعضوية 10 شركات فقط، فيما قدر عدد المؤسسات العضوة في الاتحاد 90 مؤسسة. هذا وقد أكد الأمين العام للاتحاد العربي للحديد والصلب، محمد العيد الأشقر، على ضرورة تعزيز التكامل العربي في مجال صناعة الحديد والصلب للتمكن من التوسع إلى أسواق دولية خاصة منها الاتحاد الأوروبي. وأوضح الأشقر، على هامش أشغال الدورة العادية ال111 لمجلس إدارة الاتحاد، أنه ”لا توجد بعد اتفاقيات شراكة بين الدول العربية والجزائر أو الدول العربية نفسها في مجال الحديد والصلب ماعدا مشروع الجزائروقطر لإقامة مصنع للحديد والصلب بولاية جيجل”. وستجسد الجزائر بالشراكة مع قطر مصنعا للحديد والصلب ببلارة بولاية جيجل، بطاقة إنتاجية تصل إلى 2 مليون طن في مرحلة أولى تنتهي عام 2017 وأزيد من 4 مليون طن في 2019. وتأسف لغياب التنسيق الكامل بين الشركات في العالم العربي رغم امتلاك التقنيات من قبل بعض الدول العربية، وقال: ”نحاول على مستوى الاتحاد التقريب بين هذه الشركات”. ووفق تقرير للأمانة العامة للاتحاد حول واقع هذه الصناعة في الدول العربية، يمثل حجم إنتاج الجزائر من المسطحات واللفائف المدرفلة على الساخن نسبة 13.30 في المائة في 2014 مقابل 86.7 في المائة لباقي المنتجات من إجمالي الطاقة المتاحة للإنتاج. ويتم إنتاج الحديد المسطح ب 5 دول عربية فقط تغطي 20 في المائة فحسب من المسطحات و70 في المائة من حديد التسليح و10 في المائة من إنتاج المقاطع بأنواعها. وذهب الأشقر إلى ضرورة مساعدة الخواص في الجزائر على دخول هذا المجال للرفع من نسبة تغطية الطلب في ظل وجود مشروع لاستغلال منجم غار جبيلات بتندوف، والذي يمثل احتياطيا هاما للحديد على المستوى العالمي بحوالي 3 مليار طن من الحديد الخام. ووفق التقرير فإنه يرتقب بلوغ إنتاج الصلب الخام في الجزائر معدل 2 مليون طن خلال 2015 و4 مليون طن خلال 2017، في حين ينتظر أن يصل معدل الإنتاج من حديد التسليح 1.8 مليون طن في 2015 و3.1 مليون طن في 2017. الجزائر الثانية عربيا بعد مصر في استهلاك حديد التسليح ب”4 مليون طن” وينتظر أن تحتل الجزائر المرتبة الرابعة عربيا من حيث إنتاج الحديد والصلب بعد دخول مصنع بلارة حيز الخدمة حيث سيبلغ 5 مليون طن بعد مصر والسعودية والإمارات. وتحتل الجزائر المرتبة الثانية بعد مصر 7.3 مليون طن في 2014 و9 مليون طن في 2017 من حيث استهلاك حديد التسليح بما يعادل 4 مليون طن في 2014. ويقدر حجم العجز الذي تسجله الجزائر ب 2.6 مليون طن في 2014، في حين يرتقب أن تنخفض إلى 2.4 مليون طن في 2015 و1.9 مليون طن في 2017 يضيف ذات التقرير. واستوردت الجزائر في 2014 حوالي 2.96 مليون طن من منتجات الصلب بانخفاض بلغ 1.16 في المائة عن 2013 (3 مليون طن) بتكلفة تزيد عن 10 مليار دولار سنويا.