قال رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، إنه ليس هناك ما هو أكثر استعجالا ولا أكثر إلحاحا للبلد من مسألة الخروج من أزمة النظام التي تضعف الدولة وتجعل اللحمة الوطنية هشة والتوازنات الأكثر أهمية لمجتمعنا مضطربة. أضاف بن فليس، أمس، خلال افتتاح المؤتمر التأسيسي لحزبه، بفندق الهيلتون بالعاصمة، تحت شعار ”طلائع الحريات، وحدة، عدالة، رقي”، أن الجزائر تعيش حالة شغور في السلطة يحاولون إخفاءها بإجراءات عبثية لا طائل من وراءها، موضحا أن المؤسسات من القاعدة إلى القمة غير شرعية بسبب آفة التزوير الذي أخذ أبعادا معتبرة. وأشار المرشح للرئاسيات الماضية، إلى ”الإشاعات أو التسريبات التي تُطلق كبالونات اختبار لقياس مدى قابلية عملية الاستنساخ لنظامنا السياسي بواسطة ما أصبح معروفا بالتعيين، تحت تسمية الانتقال التوريثي أو عن طريق التعيين من نفس المجموعة”، وتابع بأنه إذا كان المحيط السياسي العام في البلاد لا يشجع أبدا على النشاط السياسي ولا يحث عليه، فإن ”الوضعية السيئة التي نحن عليها وكل المطالب غير الملباة لشعبنا تكفي لتبديد كل ترددنا، حتى الأكثر إلحاحا منها، وتدفعنا لمواجهة كل الحواجز بما فيها تلك التي تبدو مستحيلة، والذهاب أبعد من كل الأسباب المثبطة والتي هي حقيقية وعديدة”. وتابع بأن الاهتمام الرئيسي والوحيد لهذا النظام السياسي، مركز فقط على شغور السلطة وتسيير هذا الشغور في الحاضر وفي المستقبل المنظور، مؤكدا أن هذا النظام السياسي هو أكثر قلقا على مصيره من قلقه على مصير البلد، ولقد فقد الرؤيا ولم تعد له طموحات ولا مشاريع، ولم يعد مهووسا سوى بدوامه. وأحجم بن فليس، عن الرد على سؤال ل”الفجر” بخصوص تصريحات الأمين العام بالنيابة للأرندي، أحمد أويحيى، الذي دعا الأفالان، تاج، والحركة الشعبية الجزائرية إلى تشكيل قطب سياسي. من جهته، قال ممثل تنسيقية الانتقال الديمقراطي، جيلالي سفيان، إن إنشاء حزب طلائع الحريات جاء في وقت صعب، حيث تواجه الجزائر أزمة اقتصادية وسياسية، مضيفا أن الصراعات تفرض على الجميع القيام بتغييرات، وأوضح أنه حتى ولو كانت الكفاءات موجودة تبقى غير كافية، لذا على المواطنين أن يدركوا الخطر لأن النظام الحالي عاجز عن تسيير الاقتصاد، متسائلا كيف يمكن للشعب أن يستمد قوته والأزمة الحالية تمنع الفرد من العيش في سكينة؟ من جانبه انتقد ممثل قطب قوى التغيير، الطاهر بن بعيبش، انضمام الوزراء إلى تشكيلة اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، ورسالة الدعم التي وجهها وزير الدفاع الفريق قايد صالح إلى الأمين العام للأفالان عمار سعداني. وقال بن بعيبش إن النظام الحالي فشل في تسيير شؤون البلاد، وتساءل ”أين ذهبت 800 مليار دولار؟”، مؤكدا أن المعارضة مستعدة لأن تقود مستقبل البلاد في حالة السقوط. وقد عرف المؤتمر حضور وزراء، ورؤساء حكومات سابقة، على غرار عبد السلام بلعيد، مقداد سيفي، وأحمد بن بيتور، إلى جانب رؤساء الأحزاب المنضوية تحت لواء تنسيقية الانتقال الديمقراطي وقطب قوى التغيير. سارة بوطالب رئيس الحكومة السابق، مقداد سيفي: ”أويحيى يذهب ويعود كما أراد المقرر” وصف رئيس الحكومة الأسبق، مقداد سيفي، عودة رئيس ديوان رئيس الجمهورية والأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، إلى الواجهة، بالعمل الذي تعود عليه الجزائريون، مشيرا إلى أن أويحيى أصبح يذهب ويعود كما أراد المقرر. وبالمقابل رفض سيفي أن يدخل تحت أي غطاء سياسي واكتفى بمباركة المؤتمر التأسيسي لطلائع الحريات. قال مقداد سيفي، في تصريح للصحفيين على هامش المؤتمر التأسيسي لحزب طلائع الحريات، إن الأمين العام بالنيابة للأرندي أصبح متعودا على الذهاب والعودة، مبرزا أن هذا الأمر غريب، ولكن لم يصبح كذلك بعد أن تعود الجزائريون على ذلك المشهد. وتابع بأن ”أويحيى دائما يذهب ويعود كما أراد المقرر”، دون الإشارة إلى صاحب قرار عودة أويحيى لترؤس التجمع الوطني الديمقراطي. ولم يستغرب المتحدث الدعوة التي أطلقها أويحيى، بشأن إنشاء قطب سياسي يضم أحزاب الموالاة، وأوضح أن أحزاب الموالاة موجودة من قبل، في إشارة منه إلى أحزاب التحالف الرئاسي. وفي رده على سؤال متعلق بإمكانية انضمامه لأحزاب المعارضة أو الدخول تحت أي غطاء سياسي، قال مقداد سيفي إنه غير مستعد تماما للدخول في أي حزب، إلا أنه أثنى على أحزاب المعارضة الممثلة في تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، مبرزا أنه يشجع كل المبادرات التي تقدم إضافات في إثراء الساحة السياسية، وتقديم بدائل بهدف إحداث التغيير في البلاد.