نفى رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، أن تكون مذكرة التفاهم بين بلاده وواشنطن، قد أثرت على العلاقات التونسيةالجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب. أكد الصيد، خلال مقابلة مع التلفزيون التونسي الرسمي، أن حكومته كانت تتوقع حدوث العمليتين الإرهابيتين في ولايتي سيدي بوزيد وجندوبة، اللتين أسفرتا عن مقتل وجرح حوالي عشرين شخصا من رجال الأمن والمدنيين، وأشار إلى أنه ”تم الاستعداد بشكل خاص جدا لشهر رمضان، تحسبا لأي عمليات إرهابية، لأن الفترة المقبلة ستكون صعبة”، في إشارة إلى احتمال قيام عمليات إرهابية جديدة خلال شهر رمضان ككل عام. وأكد رئيس حكومة تونس أن ثمة تعاون وثيق مع الجزائر لحماية الحدود المشتركة ومكافحة الإرهاب، نافيا تأثر هذا الأمر ”سلبا” بمذكرة التفاهم الأخيرة بين تونسوالولاياتالمتحدةالأمريكية والتي أصبحت تونس بموجبها حليفا أساسيا خارج ”الناتو”، وأبرز أن الإشكالية في التعاون لضبط الحدود هو مع السلطات الليبية، مبررا ذلك ب”غياب الدولة والحكومة في هذا البلد”، مذكرا بأن تونس طلبت في وقت سابق من الدول الغربية التعاون في مجال المراقبة الإلكترونية للحدود مع ليبيا. من جانبه، أكد وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، أن السيطرة على جبال الشعانبي، وسلسلة الجبال الأخرى، تكاد تكون تامة، لكن المشكل يتمثل في تخفي العناصر الإرهابية في الكهوف والمغاور، مشيرا إلى أن الوحدات العسكرية تقوم بعمليات تمشيط يومية بالتنسيق مع الجزائر، باعتبار أن الإرهابيين يتنقلون بين البلدين، خاصة على مستوى المناطق الجبلية، وبيّن أنه تم تعزيز مستوى التعاون بين الجزائروتونس، لاسيما على مستوى تكوين الفرق الخاصة، ومراقبة الحدود بالوسائل التقنية المتطورة، فضلا عن تركيز تعاون مشترك للقضاء على الإرهاب. وأشار الحرشاني إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تساعد تونس، بالعتاد والخبرة والتدريب، إضافة إلى التشاور حاليا حول الحصول على طائرات بدون طيار يرجح أن تكون بصفة مجانية، وذلك في إطار امتياز الحليف الأساسي غير العضو في ”الناتو” الذي منحته واشنطنلتونس. أمين. ل
الإفراج عن المختطفين والجزائر ترحب تونس تقايض معتقلا من ”فجر ليبيا” متهم بالإرهاب ب10 دبلوماسيين رضخت السلطات التونسية لضغط ”فجر ليبيا” بعد أن أفرجت عن قيادي بالجماعة المتحصنة في طرابلس، ب10 دبلوماسيين اختطفوا منذ أيام من القنصلية. وأعلن وزير الخارجية التونسي، الطيب البكوش، إطلاق سراح الدبلوماسيين التونسيين المختطفين في ليبيا لدى قوات ”فجر ليبيا” المسيطرة على طرابلس، وقال إن الدبلوماسيين التونسيين سيصلون في وقت لاحق إلى تونس العاصمة. ونقلت إذاعة ”موزاييك”، عن مصدر وصفته بالمطلع دون ذكر اسمه، أن السلطات التونسية سلمت أمس وليد القليب، القيادي في ميليشيا ”فجر ليبيا” المعتقل في تونس، إلى السلطات الليبية عبر معبر رأس جدير الحدودي المشترك بين البلدين، وتابع بأنه بالتوازي مع عملية التسليم تم الإفراج عن الدبلوماسيين التونسيين المحتجزين في ليبيا حيث عبروا المنفذ الحدودي رأس جدير. وكان مسلحون ليبيون قد اقتحموا في 12 جوان الجاري، القنصلية التونسية في طرابلس، واحتجزوا 10 من أفراد طاقمها، وذلك للمطالبة بإطلاق سراح وليد القليب الذي سبق أن اعتقلته السلطات التونسية للاشتباه في ضلوعه في أعمال إرهابية. وقالت مصادر إعلامية تونسية حينها إن المسلحين ينتمون لكتيبة وليد القليب، الذي يوصف بالقائد الميداني في ميليشيا ”فجر ليبيا”. وإثر اعتقاله في 17 ماي الماضي، بمطار تونس ”قرطاج”، أصدر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس، بطاقة إيداع بالسجن ضد وليد القليب، لعلاقته بالإرهاب، وسبق أن احتجز مسلحون ليبيون نحو 170 من التونسيين المقيمين في ليبيا للضغط على السلطات التونسية للإفراج عن القليب، ثم تم الإفراج عن جميع التونسيين في نهاية الشهر ذاته. في المقابل، رحبت الجزائر، قبل الإفراج عن كل المختطفين، بإطلاق سراح ثلاثة من موظفي القنصلية التونسية في طرابلس بليبيا، وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية عبد العزيز بن علي الشريف، في بيان، إن إطلاق سراح هؤلاء المختطفين ”عشية حلول شهر رمضان الكريم، بادرة خير ندعو أن تستكمل بإتمام السماح لمن تبقى من بينهم بالرجوع إلى أسرهم سالمين معافين”، وأعرب عن ”أمله في أن تعرف هذه القضية نهاية سعيدة في أقرب الآجال الممكنة”. وجدد الشريف تضامن بلاده مع أسر المختطفين ومع الحكومة والشعب التونسي الشقيق، داعيا إلى ”نبذ الخلافات والمضي قدما على طريق الوفاق والمصالحة والحوار لإيجاد حل سياسي للأزمة ولقطع الطريق أمام الإرهاب وأمام كل من يتربص بليبيا ووحدة شعبها وترابها”.