كشفت اللجنة المختصة في البيئة وحماية الصحة والنظافة بالمجلس الشعبي الولائي بباتنة، أن مئات الهكتارات من المساحات المزروعة أصبحت مهددة بالسقي عن طريق المياه الملوثة. يرجع السبب إلى ما تفرزه بعض الوحدات الصناعية من مياه تحتوي مركبات كيميائية خطيرة توجه من طرف الفلاحين إلى سقي الأراضي، ما ينعكس سلبا على صحة مستهلكي المنتجات الفلاحية المسقية بهذه المياه، في ظل عجز محطة التصفية بباتنة عن إعادة تصفية المياه القذرة، إذ أن المحطة لا تستوعب إلا 40 بالمائة من المياه المستعملة التي تصب في الوادي وتعد مصدرا أساسيا للسقي من طرف الفلاحين في عديد البلديات القريبة من الوادي مثل جرمة وفسديس والشمرة، ولا مناص - حسب اللجنة - من الشروع عاجلا في إنشاء محطة جديدة للتصفية من أجل التخلص من سقي الخضراوات بالمياه القذرة، لاسيما أن هناك آراء قوية لمختصين وأطباء ترشح الظاهرة كأحد أهم أسباب انتشار داء السرطان في الولاية. ويصر الفلاحون على الاعتماد على المياه الملوثة لدرجة اعتدائهم على قنوات الصرف الصحي حتى تصب في الوادي، ومن ثم يستغلونها في السقي عن طريق المضخات، وهو المشهد الملازم لطول الطريق الولائي 26 في شقه الرابط بين فسديس والمعذر، في حين يبرر فلاحون اعتمادهم على المياه القذرة بسبب انعدام موارد السقي، وهو ما تنفيه السلطات المحلية التي تعمل على محاربة الظاهرة، غير أن هؤلاء الفلاحين الذين وصفهم والي الولاية بباعة الموت سرعان ما يعودون للسقي بالمياه الملوثة رغم الحملات التي تقوم بها السلطات. وعلى غرار وادي القرزي الذي تنتشر به بكثرة ظاهرة الاعتماد على السقي بالمياه القذرة فإن أودية أخرى تحولت لمصبات منها الوادي الأبيض (إغزر أملال) الذي أصبح يعرف بالوادي الأسود ووادي عبدي وكلاهما في الجهة الجنوبية الشرقية، حيث يصبان في سدي عقبة ببسكرة. ومن بين الأودية الكبيرة الملوثة وادي بريكة بما أصبح يستقبله من قاذورات ونفايات ومياه آسنة.