ماتزال محطات النقل الحضري ”الباتوار” بحي الڤرابة العتيق و”المقبرة الإسلامية” بقلب مدينة غليزان، تثير استياء وسخط مواطني الضاحية الشمالية من عاصمة الولاية غليزان، جراء التدهور الرهيب التي تعرفه هاتان المحطتان. المحطتان، حسب مجموعة كبيرة من المواطنين، تنعدم بها أدنى شروط الراحة والأمن بسبب الفوضى وغياب التهيئة بكل أشكالها، وهو ما ولد تذمرا كبيرا للسائقين والمواطنين معا، حيث أصبحت تنعدم بهما أدنى شروط التصنيف في خانة محطة، كونهما غير مهيأتان وتفتقران إلى واقيات، والتي تضطر بالعشرات من المواطنين عند التساقطات المطرية خلال فصل الشتاء والصيف الحار إلى الاستنجاد بشرفات المنازل المجاورة للمحطة من أجل انتظار الحافلات، إضافة إلى انعدام كلي للكراسي التي كانت متواجدة في وقت قريب بالمحطة والإنارة العمومية داخل وخارج المحطتين. ويضيف هؤلاء أن محطة الباتوار أضحت غير آمنة بسبب كثرة المنحرفين بها، وهو ما ولد مخاوف رهيبة لقاصديها، لاسيما في الفترة المسائية أين يصبح الظلام الدامس هو مشهد المحطة.. من جهة أخرى مازالت أشغال تهيئة محطة الحافلات ببلدية جديوية 36 كلم، غرب عاصمة الولاية غليزان، مشلولة منذ سنة كاملة بالرغم من بلوغ نسبة تقدم الأشغال بها أزيد من 80 بالمائة، والتي رصد لها غلاف ماليا فاق 240 مليون سنتيم، والدي تندرج في إطار التهيئة المحلية للبلدية قصد وضع حد للازمة الخانقة التي يشهدها وسط المدينة أمام مئات المركبات العاربة للطرق الوطني رقم 4 المار بالبلدية مركز، خاصة الحافلات النشطة بين البلديات. هذا الوضع خلق استياء لأصحاب المركبات وحتى الراجلين. للإشارة فإن الولاية استفادت من محطة برية جهوية صنف”أ” ببلدية بن داود الواقعة على بعد 5كلم عن عاصمة الولاية غليزان قصد تنظيم قطاع النقل ووضع آليات حديثة للسهر على راحة المسافر بشكل عام بطاقة استيعاب تقدر ب 01 مليون مسافر سنويا، والذي رصد له مبلغ 50 مليار سنتيم. هذا المشروع من شأنه التخفيف عن محطة المسافرين القديمة التي أصبحت عاجزة عن استيعاب الكم الهائل من المسافرين، كون ولاية غليزان تربط بين الشمال والجنوب وبين الغرب والشرق الجزائري، إلا أن قطاع النقل مازال يشكل نقطة سوداء عجز المسؤولون عن القطاع عن دحرها، فرغم تجديد الحظيرة في السنوات الأخيرة وتدعيم الجهة بمؤسسة نقل حضري جديدة إلا أن نسبة التغطية مازالت ضعيفة ولم تتجاوز 60 بالمائة على امتداد 30 كلم، وهي مسافة السير المغطاة من قبل شبكة النقل التي تربط المحطة الرئيسية بأربع محطات فرعية، والتي ينشط بها أكثر من 100 متعامل وتستقبل ما يفوق 115 مركبة موزعة على 16 خطا. وحسب مصادر متطابقة من محيط مديرية النقل، فإن الرفع من نسبة التغطية للنقل الحضري ستبقى متدنية ما لم يتم إيجاد محطة رئيسية بديلة لمحطة ”الباتوار”، والتي يشتكي أصحاب المركبات من ضيقها كما أصبحت مصدر إزعاج للسكان المجاورين للمحطة وحسب تصريحات والي الولاية في عدة مناسبات، فإنه سيحول المقر القديم إلى محطة للنقل الحضري لعاصمة الولاية غليزان، والذي - حسبه - سيمكن الناقلين من تنظيم أمورهم لجعل المواطن في راحة. ومن جانب آخر أصبح من الضروري استبدال عربات لا تتعدى طاقتها 18 مقعدا ومدخلا واحدا بمركبات ذات طاقة استيعاب 35 مقعدا تماشيا والإقبال المتزايد على النقل الحضري. وفي سياق متصل بلغ عدد المركبات ما بين البلديات 210 مركبات بطاقة استيعاب تجاوز 5180 مقعد بعدد خطوط يصل إلى 69 خطا على امتداد 1987 كلم، والتي أصبحت تعاني من الفوضى في التنظيم لخطوطها خاصة العاملين على محور الطريق الوطني رقم 4، حيث أصبحت الحافلات العاملة بين الولايات تزاحم وتنافس بطريقة غير شريفة الناقلين على الخط الرابط بين غليزان ويلل مرورا بالمطمر، وبين واد رهيو و واد الجمعة مرورا ببلدية جديوية والحمادنة. ويبقى أهم شيء هو نوعية الخدمات المتدنية بهذا القطاع الحساس الذي بعدما كان نعمة على المواطن أصبح نقمة بسب التصرفات اللاأخلاقية لبعض الناقلين والقابضين.