ميز النقص الفادح في مراكز الإيواء بمختلف أصنافها، موسم الاصطياف هذه السنة بولاية عنابة، حيث شكل حجم الزوار الوافدين على هذه الأخيرة أكثر بكثير من مختلف الهياكل الفندقية التي يستحيل الحجز ب100 بالمائة منها منذ حلول فصل الصيف. مع تدفق يومي لآلاف المهاجرين عبر ميناء عنابة واختيار شريحة واسعة من المواطنين الجزائريين شواطئ عنابة للاصطياف، تختنق هذه الأخيرة التي تبين أن نقصا فادحا في مراكز الإيواء بها عاد ليصنع سيناريوهات ارتفاع مذهل لأسعار كراء الشقق والمراقد والفنادق المتواضعة، دون الحديث عن فنادق ال3 و ال4 نجوم التي يرتادها أصحاب ”الشكارة” فقط. وإلى جانب هذه المعضلة التي لم تتمكن مديرية السياحة من التحكم بها منذ سنوات، يبقى غياب المرافق الترفيهية العائلية وتغييب الأنشطة السياحية عن طريق وضع الهياكل التاريخية قيد الخدمة، سبب موت القطاع الذي يثير استياء الزوار جملة وتفصيلا، حيث أن ارتياد شواطئ الشريط الساحلي لعنابة هو النشاط الوحيد الذي يحصل كل سنة على العلامة الكاملة من قبل مرتاديه، فسحر شواطئ بلدية سرايدي وشطايبي تجذب سنويا آلاف الزوار، الذين يبدون دائما تذمرهم من التهميش الفادح للقطاع السياحي الذي تبقى عجلته التنموية جامدة دون أي إضافة هادفة تمكن من إخراج جوهرة الشرق من وضع عمراني وحضري متدهور. وأمام تضاعف عدد المقيمين وزوار ولاية عنابة، تشكل محاولات اتخاذ مختلف التدابير الخاصة بتنظيم حركة المرور، واتخاذ إجراءات استتباب الأمن عن طريق تعزيز الدورات الأمنية بعناصر إضافية، النقطة الوحيدة في برنامج موسم الاصطياف الذي يحتاج إلى نقلة نوعية عن طريق إعادة نظر جذرية في الملف التنموي لهذا الأخير الذي تسبب جموده في إشكالات عويصة تحول صيف عنابة بالنسبة للسكان هذه الأخيرة إلى جحيم حقيقي نتيجة اختناق كبير لمدينة صغيرة لم يتم تغيير واقعها من أجل استيعاب الأعداد الهائلة لزوارها، والذين يجدون فيها رغم ذلك راحتهم بوسائلهم الخاصة، في الوقت الذي لا يقدم القطاع السياحي أي إضافة للمجال التنموي الذي يعتبر مغيبا نهائيا ومنذ سنوات، دون كشف الأسباب الحقيقية وراء هذا الواقع الذي من الضروري تغييره وبشكل جذري، من تحسين الوضع الحضري والعمراني والخدماتي لهذه الولاية التي تبقى مفتوحة على جميع ولايات شرق الوطن.