قال الوزير الأول، عبد المالك سلال، أن الدولة صرفت ما يقارب 45 مليار دولار أمريكي على قطاع التربية، والتي أعطت حسبه نتائج معتبرة ويظهر ذلك من خلال ارتفاع عدد الطلبة إلى 1500 طالب جامعي، مؤكدا أن الدولة ستواصل جهودها في هذا الجانب رغم الأزمة المالية التي تمر بها البلاد. دعا سلال، أمس، خلال افتتاحه ”للندوة الوطنية لتقييم عملية تطبيق إصلاح المدرسة” بقصر الأمم، الأساتذة ونقابات التربية إلى الابتعاد عن سياسة الإضراب اللامحدود لما له من انعكاسات سلبية على التلاميذ والاعتماد على الحوار، وقال حان الوقت للتحكم في التعامل ما بين الأساتذة والحكومة، مؤكدا أن الهيئة التنفيذية متفتحة للحوار وستعمل كل ما في وسعها للتجاوب معها، طالبا منها أن تقدر الظروف التي تمر بها البلاد في ظل تراجع مداخيل البترول بنسبة تفوق 47 بالمائة، وحذّر من المساومات السياسية والمزايدات وقال ”إن المدرسة ليس فيها لا سياسة ولا تسييس”. وفي ذات السياق، قال سلال، أن تعهدات وزيرة التربية نورية بن غبريط ستنفذ في الميدان وأن الدولة ستوفي بالتزاماتها اتجاه كل عمال قطاع التربية، ودعا الأساتذة إلى المساهمة في الاستقرار الاجتماعي والوطني، وقال إن الجزائر تمر بظروف صعبة جدا لكن هناك إمكانيات لمواجهتها. كما أشار الوزير، إلى أنه تم اتخاذ إجراءات جديدة خلال لقائه الأسبوع الماضي بوزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، للحد من البيروقراطية في المنظومة التربوية من خلال الاعتماد على ملف الطالب الإداري الذي يودعه في السنة الأولى لكافة الأطوار الدراسية سواء الابتدائي، المتوسط، الثانوي أو الجامعي لتفادي عناء استخراج الوثائق الخاصة بالطالب في كل سنة دراسية جديدة. وفي ذات السياق أفاد سلال، أن استخراج شهادة الميلاد سيكون عبر الأنترنت مباشرة، مضيفا بأن الحكومة ملتزمة بتوزيع بطاقات التعريف البيومترية على المواطنين بداية من جانفي 2016، وأوضح أن هذه البطاقات سيحصل عليها المواطنون ببيوتهم دون حاجة للتنقل إلى بلديات إقاماتهم، وذلك عبر توظيف المعلومات البيومترية التي جرى تجميعها أثناء عملية إنجاز جوازات السفر البيومترية. للإشارة عرفت الندوة حضور وزراء على غرار وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، وزير المالية عبد الرحمان بن خالفة، ووزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال هدى إيمان فرعون، إلى جانب هيئات عسكرية وأعضاء من مجلس الأمة وممثلين لهيئات دولية. سارة بوطالب
بن غبريط تلقت الضوء الأخضر منه سلال يوافق على تخفيض أيام الباك من 5 إلى يومين نحو بكالوريا مهنية وتحذيرات من الغش مجددا في الامتحانات الرسمية تلقت أمس وزير التربية نورية بن غبريط الضوء الأخضر من قبل الوزير الأول لإعادة النظر في شهادة البكالوريا التي قال أنها من غير المعقول أن تنظم على مدار 5 أيام كاملة، قبل أن ينوه إلى ضرورة تقليصها إلى يومين ونصف، هذا ودعا الوزيرة إلى إنقاض التلاميذ ضعيفي المستوى قبل الامتحانات الرسمية بتوجيههم إلى التكوين المهني هذا القطاع الذي يفكر حوله رئيس الحكومة إلى إدراج بكالوريا مهنية. وجاء هذا في تصريحات قدمها الوزير الأول خلال افتتاحه الندوة الوطنية لتقييم إصلاحات المنظومة التربوية بقصر الأمم بالعاصمة، ”أين شدد على أن اللقاء لا يهدف إلى الخروج بإصلاحات أخرى وإنما إلى تحسين القطاع، عبر الخروج بتقييم موضوعي، من أجل أخدها بعين الاعتبار، رافضا أن يتم اللجوء إلى الإصلاحات في ظرف كل 10 سنوات، وقال أن هناك تغيير في كل سنة ونرفض أن نعود إلى الوراء ويجب مواكبة المستقبل، مؤكدا أن المدرسة الجزائرية حققت الكثير من التطورات وهو ما يؤكده وجود تسع ملايين تلميذ و450 ألف أستاذ و26 ألف مؤسسة تربوية. كما أكد سلال على أهمية مراجعة كيفية تنظيم الاختبارات بالجزائر وخاصة البكالوريا، رافضا أن تكون في خمسة أيام، وقال أنها قبلا تنظم في ظرف يومين ونصف وهناك اختبار كتابي وشفوي، وبالتالي لا مجال للغش أبدا، داعيا المجتمعين للخروج بمقترحات في هذا الصدد، هذا وحذر سلال التلاميذ من الغش واعتبر أن المعرفة والغش لا يلتقيان إلا في جهنم، مؤكدا أن الغش خط أحمر ونحن ضد الرشوة العلمية. ودعا سلال وزيرة التربية إلى التركيز في الطور الابتدائي على أساسيات التعليم فقط على رأسها القراءة والكتابة والحساب ورفض بشدة إدخال نظريات غريبة عن الإسلام والمجتمع، كما حذر من ثقل المحافظ التي تتجاوز وزنها 15 كلغ، قبل أن يشد على أهمية العودة إلى أساسيات التعليم. هذا واغتنم سلال المناسبة لدعوة وزيرة التربية من أجل إعطاء الأولويات للرياضيات التي لا تعد نسبة تدريسها 10 بالمائة في حين أن الأهداف المرجوة هو 15 بالمائة، واعتبرها أنها أساس الاقتصاد والتطور العلمي وحتى من الجانب الدفاعي، قبل أن يؤكد أهمية الشعر كذلك، حيث وفي أول تعليق له على الضجة التي أثارت تصريحاته السابقة حينما قال إنه ”ليس بالشعر، ولا ب”قل أعوذ برب الفلق” نبني البلاد”، قال الوزير الأول عبد المالك سلال إنه تم فهم كلامه هذا بشكل خاطئ، مشيرا إلى أنه على المدرسة الجزائرية أن تعتني بكافة العلوم والمواد، بما فيها الشعر والأدب والرياضيات و الفيزياء وغيرها. وأضاف الوزير الأول، أنه يجب تدريس كل ما من شأنه أن يرفع مستوى المدرسة الجزائرية، كما يجب التركيز على الرياضيات وقال ”ماننساوش الشعر ونركزو على الشعر وعلى الرياضيات وكل ما يرفع من مستوى المدرسة”، لأن ”الدفاع عن الوطن لا يتأتى فقط بالبندقية والذخيرة” على حد تعبير الوزير الأول. كما قال لوزيرة التربية أنه حان الوقت للتحكم في الإعلام والاتصال وأن يكون من الأولويات” عبر خلق مدارس وثانويات ذكية شريطة عدم اعتمادها في الاختبارات في الغش، كما شدد على تكريس المواد الترفيهية على غرار الموسيقى والرياضة من أجل تطوير والدفع للأمام بالرياضة الجزائرية. كما أكد الوزير على سهر الدولة على مساعدة المدارس الخاصة مؤكدا على تشجيعها شرط أن تكون شريك اجتماعي، وهذا قبل أن يحذر من الدروس الخصوصية التي اعتبرها ”مدرسة موازية” يجب محاربتها، مستطردا أن الحكومة ليست ضدها وإنما يجب تنظيمها خاصة وأن أطرافها تعمل خارج أعين الضرائب، رافضا أن يتم حشر التلاميذ في ”مستودعات” وهو الأمر الذي يسيئ بسمعة المدرسة الجزائرية. في المقابل كشف الوزير على سعي الحكومة لخلق بكالوريا مهنية مستقبلا من أجل تشجيع الراسبين في الباك وباقي الأطوار الأخرى في التوجه للتكوين المهني، داعيا وزيرة التربية إلى ضرورة توجيه الذين لا يملكون مؤهلات قبل الوصول إلى مستويات أعلى وقبل الرسوب إلى التكوين المهني لتفادي تكسير تفكيرهم. غنية توات
قالت إن ربع سكان الجزائر يدرسون في المدارس بن غبريط: ”تكريس اللغات الأجنبية من أولوياتنا مستقبلا لتطوير المدرسة” لجنة مشتركة مع وزارة البريد للذهاب إلى التعليم الإلكتروني كشفت وزيرة التربية نورية بن غبريط أنه ما يقارب ربع سكان الجزائر يدرسون في المدارس، ولدى فإن هناك جهود لتحسين التعليم عبر تكريس اللغات الأجنبية والحد من فرض عمليات الحفظ مستقبلا، ولرفع مستوى التعليم كشفت عن لجنة مشتركة مع وزير البريد للذهاب نحو التعليم الالكتروني في مجال التربية ورقمنة القطاع، مؤكدة أن تحسين القطاع سيكون عبر خطة طويلة الأمد. وقالت وزيرة التربية في افتتاح الندوة الوطنية لتقييم إصلاحات المنظومة التربوية بقصر الأمم بالعاصمة أن وزارة التربية أصبحت تتوفر اليوم على رصيد ثري في مجال الإصلاح وبلغ مسار من النضج للقيام بالتقييم خاصة وأنه هذه السنة تشهد تخرج أول دفعة بعد 12 سنة، قائلة ”ونحن ومن خلال ذلك نود القيام بتجسيد استراتيجية مسبقة مبينة على نظرة استشرافية تمتد إلى غاية 2030 أين ستتخرج دفعة أخرى في 2027 وهذا يتطلب ضرورة فترة تقييم للإصلاحات خاصة مع مباشرة ذلك العام الماضي، وكذا فتح النقاش حول المدرسة لما لها دور استراتيجي لتطور الأمم خاصة وأن هذه الأوقات يشهد العالم تطورات شتى. وأكدت أن الهدف من التقييم هو إدخال تغييرات في المفاهيم وتحسينات تربوية على المنظومة لتحقيق تحول بيداغوجي بعيدا على الحفظ، إلى إثراء مهارات فكرية تعتمد على الاستدلال. وتطرقت بن غبريط إلى ما حققته الجزائر فيما يخص قطاع التربية أين تضاعف عدد التلاميذ إلى عشر مرات حيث أشارت أن هناك إضافة بمليون تلميذ منذ تطبيق الإصلاحات إضافة إلى ارتفاع عدد الأستاذة إلى 400 ألف أستاذ أي بربع تعداد الأساتذة منذ سنة 2000. وأشارت الوزيرة إلى جهود تقليص الأمية التي كانت في حدود 85 بالمائة قبل أن تتحول إلى نسبة 15 بالمائة، وكذا الجهود المبذولة من أجل مجانية التمدرس من خلال منحة ثلاث آلاف دينار ل3 ملايين تلميذ، وكذا مجانية الكتاب ل4 ملايين تلميذ. وأكدت على أن التقييم يهدف إلى تكريس الجودة في التعليم قائلة أن هناك رهانين ينتظران الوزارة ويتعلق الأمر بالتحوير البيداغوجي الذي يهدف إلى تحسين ممارسات داخل القسام، علاوة على ترشيد الحوكمة لتحسين أنماط التسيير وتحسين مردودية. وأكدت الوزيرة على أهمية تكافؤ الفرص لكافة التلاميذ حيث يتطلب جملة من الإجراءات منها التسريع في تعميم الأقسام التحضيرية خاصة في الجنوب وتوسيع الأمازيغية وتشجيع تدريسها، وكذا تحسين التكفل باللغات وإعانة الأطفال المعوقين. كما تسعى الوزيرة حسبها على تحسين الجودة عبر اتحاذ جملة من الإجراءات وإعادة تصويب القطاع من خلال إعداد برامج طويلة المدى لتكوين الموظفين ومواصلة عملية إعادة كتابة برامج الطور الإلزامي.