أعلنت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، عن تنظيم ندوة وطنية لتقييم عملية إصلاح المدرسة يومي 25 و26 جويلية الجاري في إطار تعميق مسار إصلاح المنظومة التربوية الذي شرع فيه سنة 2003. وقالت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط في ندوة صحفية، نشطتها، الأربعاء، بمقر وزارتها إن هذا اللقاء الوطني يهدف إلى "التقريب الفعلي بين ثلاثة ديناميكيات عرفها قطاع التربية من خلال التقييم المرحلي للطور الإلزامي الذي تم العام الماضي اولا وتقييم الطور الثانوي العام والتكنولوجي ثانيا ثم تلك الديناميكية التي ارتبطت بإعادة انتشار المنظومة التربوية من خلال مؤشرات النوعية التي تعتمد على الإصلاح التربوي والحكامة والتأهيل المهني للموظفين بواسطة التكوين". ويشارك في هذه الندوة كل القطاعات والفعاليات "الأكثر تمثيلا" في العملية التربوية من مسؤولين بيداغوجيين وإداريين (الإدارة والهياكل المحلية) ومدرسين وأساتذة باحثين إضافة إلى تنظيمات نقابية وجمعوية وكذا منتخبين محليين وممثلي المؤسسات التي لها صلة بشؤون المدرسة. وسيتوجه النقاش في الجلسات العامة للندوة الوطنية - حسب الوزيرة - نحو إشكاليات ذات الصلة بالمنهاج وبمكانة التربية القاعدية وبالتعليمات الأساسية وبالأولويات المعطاة لطور التعليم الابتدائي وللتربية التحضيرية إضافة إلى محاور التوجه العلمي والتكنولوجي ومكانة اللغات في المسار الدراسي ورقمنة الموارد البيداغوجية وكذا تكوين المستخدمين وتقييم النظام بواسطة مؤشرات المردود. وتستند مجمل هذه المحاور- كما شددت عليه بن غبريط- على إرادة "تسعى لتصور ووضع النظام التربوي الوطني ضمن متطلبات الجودة والشفافية والتنافسية العلمية والبيداغوجية وتحقيق بالتالي الاستقرار في قطاع التربية من خلال اعتماد مسلك لأخلاقيات المهنة". وأشارت بن غبريط إلى أن الوصاية "حريصة" على خلق توازن في مجال التفكير والنقاش خلال الندوة من أجل "بناء مدرسة جديدة"، مضيفة أن المشاركين (قرابة 800) من أكاديميين وممتهني التربية إضافة إلى خبراء أجانب (من تونس وفرنسا والسنيغال) سيعكفون ضمن عشر ورشات عمل على مناقشة محاور تتصل بتقييم نتاج الإصلاح الذي تميز بتخرج أول دفعة من حملة شهادة البكالوريا لسنة 2015. وتتمثل هذه المحاور في ركائز الإصلاح وتكوين المستخدمين والطور الإبتدائي (المهام والسير والمسار الدراسي) والتربية التحضرية (الحصيلة والآفاق) وتقييم النظام التربوي (البيداغوجيا والاخلاقيات والتنظيم) إضافة إلى محوري الطور الثانوي (المهام والهيكلية وإعادة تنظيم امتحان البكالوريا) والطور الإجباري ومناهج الجيل الثاني. كما سيعكف المشاركون من جهة أخرى على دراسة مسائل التوجه المدرسي ومكانة الأبعاد العلمية والتكنولوجية والمهنية و التربية والمواطنة ومحيط التلميذ والتربية المتخصصة والدعم الاجتماعي زيادة على محور النظام التربوي والتفتيش. تجري أعمال الورشات وفق ثلاثة اتجاهات تتمثل في معاينة وضعية المجال المعني بالنقاش من خلال المعطيات الكمية والنوعية والإشكالية بالنسبة للسياق المحلي والوطني إضافة إلى أفاق وعناصر الإجابة عن الإشكاليات المطروحة في أبعادها الواقعية (قابليتها للتطبيق على المدى القصير والمتوسط والطويل).