أفاد مراسلون أنّ طائرات حربية تركية أقلعت من القاعدة الجوية الثامنة بديار بكر (جنوب شرقي البلاد، ونفَّذت 9 غارات جوية، مساء الأحد، على أهداف قيل أنها لتنظيمات ”إرهابية” داخل البلاد وخارجها. وشهدت تركيا، في الأيام القليلة الماضية، هجمات من جانب تنظيمي ”داعش” و”بي كا كا”، أسفرت عن سقوط عدد من المدنيين ورجال الأمن الأتراك بين قتيل وجريح. وردت، الجمعة، بقصف استهدف مواقع التنظيمين في شمال العراقوسوريا، إضافة إلى عمليات أمنية ضد التنظيمات الإرهابية داخلتركيا، أسفرت عن توقيف 851 مشتبهاً، حتى يوم أمس. ومن جهته، أعلن حلف شمال الأطلسي، عن عقد اجتماع طارئ للدول الأعضاء، الثلاثاء، بطلب من تركيا، التي تشن هجمات جوية ضد تنظيم ”داعش” في سوريا، ومعسكرات لحزب العمال الكردستاني في العراق الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية. وأفاد بيان الحلف أن سفراء الدول الاعضاء ”سيجتمعون بناء على طلب تركيا لإجراء مشاورات بموجب المادة الرابعة من معاهدة الحلف”. من جانبه، نفى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو وجود مخطط تركي لتوغل بري في سوريا، مضيفاً أن بلاده اتفقت مع الولاياتالمتحدةالأمريكية على تقديم غطاء جوي للمعارضة السورية التي تواجه ”داعش”. ومن جهته، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مباحثات هاتفية مع نظيره العراقي، فؤاد معصوم، أكد خلالها استمرار المواجهة الشاملة ضد منظمة ”بي كا كا”، ما لم توقف عملياتها الإرهابية في تركيا. وأفادت مصادر في الرئاسة التركية، أن الزعيمين بحثا ملف مكافحة ”الإرهاب”، حيث أعرب معصوم عن تفهمه للعمليات التي قامت بها تركيا عقب الهجمات الإرهابية الأخيرة. وفي السياق قال فيليب مد، محلل شؤون مكافحة الإرهاب في مقابلة مع ”سي أن ان' إنّ أنقرة ترى أن: ”تهديد ال”بي كا كا” أكبر من تهديد تنظيم داعش، وذلك لسبب بسيط هو حالة عدم الاستقرار في سورياوالعراق، حيث في كلا الدولتين هناك عدد سكاني لا يستهان به من الأتراك، وإعطاء الفرصة لهم لبناء هويتهم وتخطيط مساحة جغرافية خاصة بهم وسط حالة عدم الاستقرار، فإن ذلك سينعكس على الشعب التركي نفسه الذي قد يرى من ذلك فرصة للنهوض”. وتابع قائلا ”عندما بدأت تركيا بضرب أهداف خلال اليومين الماضيين فإنه من المحتم قيام ال”بي كا كا” بما كنا نتوقعه، وهو البدء بعمليات انتقامية كتفجير سيارات وأنواع أخرى من الهجمات”. وحول الخطر الذي يشكله حزب العمال الكردستاني على تركيا، قال مد: ”داعش والقاعدة مشكلتان كبيرتان في تركيا، ولكن بالنظر إلى الهوية التركية وفكرة أن هناك احتمالا مستقبليا بقيام مقاطعات كردية في العراقوسوريا وفيما بعد في تركيا ذاتها، فإن هذا الأمر تراه أنقرة كتهديد ومشكلة أكبر”. وتوقع الخبير أعمالا انتقامية أكثر سيقوم بها حزب العمال الكردستاني ضد تركيا.. الأتراك قرروا أنهم سيشاركون بعد مفاوضات طويلة مع واشنطن حول ضرب تنظيم داعش، ولكننا نرى أنهم يلاحقون أهدافا تركية أيضا، وذلك بعد هدنة غير سهلة مع قيام ال'بي كا كا' منذ العام 2013”. البارازاني ينصف تركيا وينتقد ”بي كا كا” وأشاد رئيس إقليم شمال العراق ”مسعود بارازاني”، بالدور الذي تقوم به أنقرة في المنطقة. وقال في بيان، صدر الأحد، كشف فيه عن ”رؤيته الشخصية” للعمليات التي نفذها تنظيم ”بي كا كا” ضد أهداف تركية، والرد التركي عليها خارج الحدود. وقال ”بارازاني” في بيانه إن ”الحكومة التركية خطت خطوات إيجابية في طرحها لمسيرة السلام، إلا أنَّ بعض الأطراف مع الأسف لم تحسن تقدير الأمور، وأصيبت بالغرور، وأنا قمت مراراً بإرسال رسائل إلى بي كا كا، لحثها على اتباع سياسة طويلة الأمد لتحقيق السلام”. وأضاف البارازاني قائلا: ”اسم الأكراد وكردستان لم يكن ليذكر قبل مجيء حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا، وبذلنا جهودا مضنية لتحقيق عملية السلام مع الرئيس رجب طيب أردوغان، كما نجحنا في أن يكون السيد عبد الله أوجلان - زعيم بي كا كا- طرفاً في عملية السلام، وهذا تقدم كبير، ولما لا قد شهدنا من قبل كيف كانت الأحزاب التركية تعامل السيد أوجلان قبل مجيء العدالة والتنمية”. ودعا جميع الأطراف إلى العودة مجددا لعملية السلام، وعدم الخوض في ”حروب لا ضرورة لها، وتوحيد الجهود من أجل محاربة داعش ومخلفاته في المنطقة”. وحول اشتراك القوات التركية في قصف مواقع تنظيم ”داعش” بالتنسيق مع واشنطن، وصف ”بارازاني” الخطوة بأنها ”هامة جداً وستغير المعطيات على الأرض”، داعياً الجميع لتقييم هذا التطور بشكل جيد”.