خرجت مظاهرات في عدد من المحافظات المصرية، الجمعة، تخليدا لذكرى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، والذي راح ضحيته متظاهرون موالون لجماعة الإخوان المسلمين وللرئيس المعزول، محمد مرسي، إلى جانب عناصر بقوات الأمن المصرية. نقل تقرير نشره موقع حزب الحرية والعدالة الذي يعتبر الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، أن ”بمسيرات ووقفات وسلاسل بشرية ترفع صور الشهداء والمعتقلين وأعلام مصر وشارات رابعة العدوية دشن ثوار الدقهلية وبني سويف والشرقية والمنوفية ثوريات جمعة مذبحة رابعة التي تنطلق بالتزامن مع ذكر أكبر مذبحة عرفتها مصر والعالم العربي في تاريخها الحديث والمعاصر”. مع حلول الذكرى الثانية لفض اعتصامي جماعة الإخوان المسلمين في ”رابعة العدوية” و”النهضة”، رفعت أجهزة الأمن درجة التأهب، حيث أكد مصدر أمني بوزارة الداخلية استعداد كافة القطاعات الأمنية بالوزارة، للتصدي لدعوات الإخوان للتظاهر والعنف، مؤكدا أن أي محاولة من قبل الإخوان لارتكاب أية أعمال عدائية، أو الهجوم على منشآت حيوية أو شرطية، ستقابل بكل قوة وحسم وفقا للقانون. ومن جهتها أصدرت ”دار الإفتاء” المصرية، فتوى تحرم الاحتجاجات والمظاهرات التي تحيد عن السلمية، وتمتد فيها يد التخريب إلى منشآت الدولة وتعطيل مصالح المواطنين، وفقا لما ذكرته على موقعها الإلكتروني، فيما دعت جماعة الإخوان أنصارها إلى التظاهر، مع حلول الذكرى، تحت شعار ”الأرض لا تشرب الدم”، وقال المتحدث باسم الجماعة محمد منتصر: ”إلى كل القتلة الذين أزهقوا أرواح الثوار في ميداني رابعة والنهضة، وإن الدم الذي سال يصرخ للقصاص والثأر فالأرض لا تشرب الدم”، وأضاف: ”لن نهدأ فطريقنا طريق الحرية وأرضه شريفة لا تشرب دم المخلصين”. السيسي يستعين بأدواته لتجاوز ذكرى فض رابعة حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الاستعانة ببعض الأدوات التي من شأنها تخفيض التوتر وتبرئته أمام الشعب المصري في كرى فض رابعة، حيث أصدر الأزهر بيان تبرئة السيسي وأعوانه من تهم القتل، كما استعان بالتشديدات الأمنية في الشوارع والميادين، والتلويث الإعلامي للإخوان وسمعة المعتصمين، وتلفيق نيابته العامة قضية جديدة إليهم، وكذا مصادرة المزيد من ممتلكات الإخوان، كرسالة تخويف وإرهاب للمتعاطفين مع رابعة والإخوان، مع تغيير اسم الميدان نفسه، ونشر الخوف بين كل من يحاول تخليد إشارة ”رابعة”، أو التذكير بها، وبالتزامن مع التشديد الأمني، جاءت كلمة السر الثانية في خطة السيسي، وهي الإعلام، إذ استعان بأذرعه الإعلامية لتهدئة الرأي العام المصري.