لم يمنعهم الخلاف السياسي مع جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، من التضامن "إنسانياً" تجاه أحداث فض اعتصام ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، في ذكرى مرور عام عليها. فقد أصدرت أحزاب وحركات سياسية رافضة لحكم الإخوان، دعت وشاركت في مظاهرات 30 جوان 2013 المعارضة لمرسي، بيانات تطالب ب"محاسبة المسؤولين عن أحداث الفض" وتعلن "التضامن مع الضحايا". حزب مصر القوية (الرافض للسلطات الحالية والمشارك في المظاهرات التي أضفت إلى عزل مرسي)، قال، في بيان له، إن "14 أوت 2013 (يوم فض رابعة والنهضة) يعد يوماً أسود في تاريخ مصر، على كل من شارك فيه بالتخطيط أو التنفيذ أو التحريض أو التسهيل أو التبرير لجريمة إنسانية بشعة لم تشهد لها مصر مثيلاً في عصرها الحديث". وأضاف: "الأمر (فض الاعتصام) ليس متعلقاً برأي سياسي قد نختلف فيه مع هذا الطرف أو ذاك، لكنه متعلق في الأساس بإنسانية إن فقدت بوصلتها ومقوماتها لصرنا في غابة يقتل فيها القوي الضعيف؛ ولفقد القانون معناه ولانعدم الأمن وانهارت فكرة الدولة من الأساس". ودعا الحزب إلى "تحقيق منظومة متكاملة للعدالة الانتقالية تحاسب الجناة وتعوض المصابين وأهالي الشهداء وتحقق المصالحة الوطنية والمجتمعية المنشودة، تحقيقاً لأهداف ثورة يناير (جانفي 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك)، وصولاً إلى مصر القوية بأهلها ودولتها وقيمها". ووصفت حركة 6 أبريل، كبرى الحركات الشبابية المشاركة في مظاهرات 30 جوان، المطالبة بعزل مرسي والمعارضة أيضاً للسلطات الحالية، التي وصفت عملية فض الاعتصام بالمجزرة، ب"أكبر مذبحة قامت بها سلطة ضد معارضين في تاريخ مصر الحديث؛ وواحدة من أكبر جرائم القتل الجماعي في العالم". وأضافت الحركة، "اختلفنا مع مطالبهم، لكن دافعنا عن حق الجميع في التظاهر والاعتصام ودافعنا عن أسمى حقوق الإنسان وهو الحق في الحياة"، مشيرة إلى أن "رابعة مذبحة راح ضحيتها آلاف المصريين، بين قتيل وجريح، في أقل التقديرات المحايدة ولم يساءل أو يحاسب أو يقدم للمحاكمة أي من المسؤولين أو المنفذين لها". ودعت حركة "مقاومة"، التابعة لجبهة طريق الثورة "التيار ال3 الرافض لحكم العسكر وحكم الإخوان"، في بيان لها الجمعة، إلى "ضرورة محاسبة القائمين على مذبحة رابعة، حفاظاً على ما تبقى من إنسانيتنا". وأضاف البيان، "هل جف الدم على أرض رابعة حتى نمر عليها ولا ننتبه، أو نتجاهل اختيارياً أن ننظر إلى مأساة إنسانية بحجم ما يتجاوز الألف قتيل؟! وأليس العام بكاف كي ننظر ونتأمل في حيوات أنهاها كره أصحابها بالدم البارد قبل أن ينهيها كرههم بكل أنواع الدم؟".