كشفت الأمطار الطوفانية التي تساقطت نهار أول أمس وليلة الثلاثاء إلى الأربعاء عن عيوب مشاريع أنجزت ضمن التحسين الخضري بعدة مناطق ببلديات ولاية قسنطينة وهي أمطار تنذر المسؤولين بأن القادم سيكون أخطر خلال فصلي الخريف والربيع إن لم تتدارك الجهات المسؤولة أشغال ”البريكولاج” المسندة لمقاولين غير مسؤولين. وكانت أمطار عشر دقائق كافية لأن تغرق مدينة قسنطينة وتتعطل حركة سير المركبات ظهر أول أمس، بعد أن أدت إلى غرق بعض الشوارع وانسداد الكثير من الطرق بمياه السيول التي جرفت الحجر والشجر الأتربة والأوحال، ما أدى إلى تعطيل حركة السيارات والراجلين، وتسربت المياه إلى البيوت على مستوى عدة أحياء خاصة القريبة من الوديان،و كشفت الأمطار المتساقطة العيوب الموجودة بقنوات الصرف. الأمطار المصحوبة بحبات البرد والتي تواصل تساقطها لمدة لم تتجاوز 10 دقائق، أدت إلى تجمع المياه على مستوى بعض الطرق الرئيسية والفرعية على غرار الطريق الوطني رقم 3 في جزئه العابر لحي جبلي باتجاه حامة بوزيان وعطلت حركة السير بشوارع هامة كبلوزداد في قلب المدينة، حيث لم تستوعب البالوعات وقنوات الصرف الحجم الهائل من الأمطار والسيول، التي أدت إلى انجراف الأتربة وتشكلت الأوحال على مستوى بعض المحاور، مما أدى إلى انسداد في حركة المرور لعدة ساعات. وتهاطلت الأمطار بغزارة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بالناحية الشمالية لولاية قسنطينة، حيث سجلت انهيار مسكن يتواجد بمحاذاة وادي الرمال بمنطقة القنطرة الكحلة إلى جانب تضرر سكنات بحي الركاني الأسفل ببلدية حامة بوزيان كما سجل انهيار مسكنين ببلدية ابن زياد، جراء السيول الجارفة. وأبانت هذه الأمطار الفجائية عن هشاشة المشاريع المتعلقة أساسا بالتحسين الحضري وهو ما يتطلب إعادة النظر في منح كذا مشاريع لمقاولين غير مسؤولين يلهثون وراء جمع الأموال على حساب نوعية الخدمات خاصة في ظل غياب الرقابة وتواطؤ بعض المسؤولين إن وجدت رقابة، وهو ما يستدعي فتح تحقيقات بخصوص تلاعبات مقاولين وأميار على مستوى عدة بلديات بالولاية.