-”الأنصار هم سبب فشل لاعبي منتخب 82 في مهامهم كمدربين” - ”بلايلي وبونجاح مستقبل الكرة الجزائرية وما ينقصهما هو الاحتراف بأوروبا” -”لست نادما لعدم احترافي، والمكتوب منع انتقالي إلى جوفنتوس” أكد النجم السابق للمنتخب الوطني، لخضر بلومي أنه غير نادم على عدم احترافه بأوروبا خاصة بعد الإنجازات الرائعة التي حققها مع الخضر، كما كشف السر وراء فشل مشواره كمدرب، كحال بقية لاعبي المنتخب الوطني للثمانينات، والذين يرفضون أن يهانوا من طرف الأنصار بسبب مهنة التدريب. تحدث بلومي، في حوار خاص مع ”الفجر”، على هامش تواجده بمدينة بيسكارا الإيطالية عن العديد من النقاط التي تخص مشواره الكروي، ومهامه الجديدة كمدرب للكرة الشاطئية، فضلا عن بعض الأمور التي تخص المنتخب الوطني الحالي. أنت اليوم في منصب مدرب للمنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية، وقد أشرفت على الخضر خلال منافسات دورة البحر الأبيض المتوسط الصيفية بمدينة بيسكارا الإيطالية، كيف كانت أول تجربة لك كمدرب في هذا الاختصاص؟ الفاف كلفتني بقياد منتخب كرة القدم الشاطئية منذ مدة قليلة، بغرض المشاركة في الدورة المتوسطية، والهدف الأساسي من المشاركة كان رمزي، وهو دعم ملف ترشح مدينة وهران لاستضافة دورة ألعاب البحر المتوسط لسنة 2021، وقد تحقق ذلك، ولم يكن علينا أي ضغوطات خلال المنافسة. الأمور لم تسر على نحو جيد ببيسكارا بالنسبة لمنتخب كرة القدم الشاطئية، تكبدتم هزائم متتالية وبنتائج ثقيلة، وكنت ربما أسوء منتخب في الدورة، هل تعترف بأنكم خيبتم الراية الوطنية ببيسكارا؟ النتائج كانت سلبية، وهذا أمر منطقي للغاية بالنسبة لي، لأننا لا نملك منتخب جاهز عكس بقية المنافسين، ليس من المعقول أن تنتظر أن تنافس منتخبات تملك باع طويل في هذا الاختصاص، بينما لا نملك نحن بطولة في الجزائر، فلبنان التي واجهناها في اللقاء الأول لديهم بطولة محترفة في كرة القدم الشاطئية، وإيطاليا التي كانت منافسنا في اللقاء الثاني تعتبر ثالث منتخب في المونديال، ولديها لاعبون محترفون على أعلى مستوى، في الوقت الذي نملك نحن لاعبين هواة، ينشطون في القسم الجهوي للبطولة الوطنية، وجميعهم لم يلعب كرة قدم على الرمال. في تعداد المنتخب الوطني للكرة الشاطئية نجد ابنك، الذي ضممته إلى التشكيلة الوطنية، هل يستحق الحضور مع النخبة، وكيف وصل بلومي الابن إلى منتخب كرة القدم الشاطئية؟ ابني يعتبر من هواة هذا الاختصاص، هو في الأصل لاعب ضمن نادي غالي معسكر، وعندما كلفتني الفاف باختيار أسماء لتمثيل الجزائر بدورة البحر الأبيض المتوسط، اخترته رفقة بقية لاعبين هواة، مستواه كان مقبولا، لم أفرض عليه اللعب للمنتخب الشاطئي هو من اختار ذلك، ومنحته الفرصة اللازمة. هل مهمتك على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية انتهت بنهاية دورة ألعاب البحر المتوسط الصيفية، أم أنك ستواصل الإشراف على هذا الاختصاص مستقبلا؟ الدورة المتوسطية مجرد بداية، الفاف طلبت مني العمل على تطوير هذا الاختصاص، وبناء منتخب وطني قادر على تمثيل الجزائر في المحافل الدولية، بيسكارا مجرد بداية، لأن مهمتي تمتد إلى غاية 2021، حيث سأواصل العمل من أجل بناء منتخب من الأساس، تحسبا لدورة ألعاب البحر المتوسط التي ستقام بوهران بعد ست سنوات من الآن. وكيف ترى التحدي الجديد الذي تواجهه؟ إنه تحد من نوع خاص، لقد عملت سابقا في التدريب سواء مع أندية محلية من غرب الجزائر، وكذا مع المنتخب الوطني المحلي، أما الإشراف على منتخب كرة القدم الشاطئية، فهو أمر آخر ومهمة ليست سهلة، ومن المهم أن يمنح لي الوقت الكافي لضمان نجاحي في المهمة، لأن النتائج لا تأتي سريعا في رياضة لا تمارس أصلا بالجزائر، الفاف اختارت كرة القدم الشاطئية لأن قوانين الاحتراف التي وضعته الاتحادية الدولية لكرة القدم تجبر الاتحادات الوطنية على تكوين منتخب لكرة القدم الشاطئية وكرة القدم داخل الصالة، وهما الاختصاصان التابعان للفيفا. يعتقد البعض أن بلومي لم ينجح كمدرب لكرة القدم، مثلما نجح كلاعب، هل تؤيد هذا الاعتقاد؟ مشواري كمدرب لم يكن لامعا، لقد واجهت صعوبات كثيرة شأني شأن معظم اللاعبين الدوليين السابقين للخضر، لدي اسم كبير كنجم سابق للمنتخب الوطني، وأرفض أن يهان اسمي كمدرب، لذلك كنت أستقيل من كل ناد عندما أحس أنني غير مرغوب في، وأفضل الخروج من الباب الواسع على أن أهان وأقال، أو يتم شتمي لإجباري على الرحيل. لكنك عملت في أندية متواضعة ولم تنجح في فرض نفسك معها، ما هو السبب بالتحديد؟ عملت مع عدة أندية في الغرب، المشكل الأول والحاجز الذي حال دون نجاحي هو ضغط الأنصار، الأنصار يفرضون ضغوطا كبيرة على المدربين، وينتقدونهم بشدة بعد أول تعثر، نجاحي في التدريب كان مرتبطا بوجود أنصار لديهم الصبر، لأن النتائج الإيجابية لا تأتي بين ليلة وضحاها، ولكن يجب العمل على المدى البعيد، وهو الأمر الذي يعتبر مستحيلا مع أنصار يبحثون عن النتائج فورا. معظم لاعبي المنتخب الوطني للثمانينات من جيلك الذي شارك في مونديالي 1982 و1986، لم ينجحوا كمدربين، على غرار ماجر الذي خرج من الباب الضيق بعد توليه الإشراف على المنتخب الوطني الأول ولم ينجح بعدها في إيجاد ناد لتدريبه، لماذا فشل هذا الجيل الذهبي في المجال التدريبي؟ لاعبو منتخب 1982 هم أبطال صنعوا مجدا جديدا للكرة الجزائرية حينها، وبعد تحولهم إلى مجال التدريب أبوا أن يداس تاريخهم تحت اسم المدرب، وأن يتهم إهانتهم من طرف الأنصار الذين يكنون لهم الاحترام، لذلك لا نجد أن جيل 82 بإمكانه الصبر والعمل كمدرب، وأغلبنا لم يكتب لهم التعمير طويلا كمدربين، والأنصار هم السبب، لأننا نملك أنصارا لا يصبرون ويطالبون بنتائج سحرية فورية. عملت مع المنتخب الوطني المحلي، حيث أشرفت على العارضة الفنية لفترة قصيرة، ما هو تقييمك العام لمستوى اللاعب المحلي حاليا، وهل يستحق فرصة أكبر رفقة المنتخب الأول؟ هناك إمكانات فنية كبيرة للعديد من العناصر، وقد تابعنا كيف نجح عدد من المحليين في فرض أنفسهم مع المنتخب على غرار سليماني وسوداني، اللاعب المحلي موهوب، لكنه لا يملك تكوين في المستوى، مقارنة باللاعب المحترف، وهو العيب الذي يجب أن يعالج بتغيير السياسة الكروية، والتركيز على تطوير التكوين في الوطن. أندية الغرب كانت دائما خزانا للمواهب، وتقدم أسماء لامعة، وربما لا تزال حتى الآن تقدم لاعبين مميزين، لكن نتائج أنديتها في الكرة متواضعة، وتبقى غائبة عن منصات التتويج من فترة طويلة؟ في الماضي كانت أندية الغرب تقدم لاعبين رائعين، اليوم أندية الغرب تعاني، ولم تفز بالألقاب منذ سنوات طويلة، وهو الأمر الذي نراه في نتائج مولودية وهران والجمعية، وبقية أندية الغرب، الذي يبقى مشكلته الكبيرة ضغط الأنصار. أنصار الغرب لديهم حب كبير لكرة القدم يفوق باقي أنصار الوطن، المولودية عانت كثيرا بسبب التسيير، واليوم بابا يقوم بعمل جيد للنهوض بالفريق، أمام جمعية وهران فإنها فريق يفتقد للاستقرار بسبب غياب الأموال حيث يبيع أغلب نجومه نهاية كل موسم لضمان الموارد المالية اللازمة، غليزان صعدت حديثا لفرق النخبة، وأتمنى لها النجاح رغم صعوبة المهمة. هناك لاعبون يصنعان الحدث خلال الفترة الأخيرة وكلاهما من خريجي مدرسة وهران، ونقصد بلايلي لاعب اتحاد العاصمة، والمهاجم بونجاح المتألق رفقة النجم الساحلي التونسي، وقد تم استدعائه للمشاركة في قائمة لقاء ليزوتو والخضر، في حين شارك بلايلي في وقت سابق مع المنتخب، هل ترى أن هذا الثنائي قادر على فرض نفسه مع الخضر؟ بلايلي وبونجاح ثنائي موهوب، ويعدان من أبرز الأسماء الشابة القادمة بقوة في الكرة الجزائرية، ما ينقصهما هو الاحتراف بأوروبا من أجل تطوير مستواهما أكثر، مثلما فعل سوداني وسليماني. لو تحدثنا عليك شخصيا، فأنت لم تحترف بأوروبا، رغم أنك كنت قريب من اللعب بإيطاليا، بصراحة، هل أنت نادم لأنك لم تحترف؟ لست نادم على الإطلاق وقضية عدم احترافي لا تشعرني بأي حزن أو ندم، كنت قريبا من اللعب مع نادي جوفنتوس الإيطالي، لكنني أصبت بليبيا قبلها، وفشلت المفاوضات، وتقبلت ”المكتوب”، احترافي الحقيقي كان مع المنتخب الوطني، وأنا أفتخر بكل ما قدمته مع الخضر. ما حدث لك رفقة المنتخب الوطني أمام مصر وتهمة الاعتداء على المنافس، واستصدار مذكرة توقيف في حقك، تعتبر من الحوادث البارزة في مشوارك، هل أثرت عليك كثيرا؟ ما حدث أمام مصر كان ظلما، أنا لم أعتد على أحد، لقد ألصقت التهمة بي، وبعد سنوات جاء الفرج، وظهرت الحقيقة، وتمت تبرئتي، أعلم أنني بريء مما حدث، لكن البعض سعى لتشويه سمعتي. لنتحدث قليلا عن المنتخب الوطني الحالي، يقال أن التشكيلة الحالية لا تملك الروح الوطنية، ولا نراها تقاتل على أرضية الميدان مثلما كان الحال معكم في الماضي، لماذا؟ لا أعتقد أن لاعبي المنتخب الوطني الحالي يفتقدون للوطنية، هم أيضا لديهم حب الوطن، لكن ليس بنفس الدرجة التي كان فيها لاعبو منتخب الثمانينات، حيث كانت الروح الوطنية السلاح الأول والأخير لنا. هناك لاعب ذو أصول جزائرية رفض اللعب مع الخضر، وهو نبيل فقير، وتعرض إلى إصابة ستبعده عن الملاعب لستة أشهر كاملة، كيف ترى موقف اللاعب ومصيره؟ فقير لاعب جيد، أنا حزين جدا لما حدث له، وكنت مستاء من تلاعبه بقضية تمثيل الخضر، لم يتحل بالشجاعة الكافية لرفض فرنسا واللعب مع الخضر. المنتخب الوطني حقق إنجازا بوصوله إلى الدور الثاني خلال كأس العالم الأخيرة، هل تعتقد أن هذا المنتخب حقق أحسن مما حققه منتخب 82؟ على مستوى الأرقام نعم، لكن الأنصار ينتظرون دائما نتائج أفضل من الماضي، وفي مونديال روسيا المقبل ينتظرون أفضل من الدور الثاني، هكذا تسير الأمور، ولا يجب أن يتوقف الطموح عند حد معين، منتخب 82 ستبقى له مكانة خاصة في قلوب الجزائريين. المدرب الفرنسي غوركوف هو من يشرف على تدريب المنتخب حاليا، البعض يعتقد أن المدرب الحالي أفلتت منه الأمور الانضباطية داخل المنتخب، ويعد أقل مستوى من المدرب حليلوزيتش التي صنع الانجاز مع الخضر؟ شخصيا كنت أتمنى بقاء حايللوزيتش مع الخضر، لسبب واضح وهو ضمان الاستقرار، وعدم المجيء بمدرب ليعيد العمل من جديد، أتمنى لغوركوف التوفيق، لكن حاليلوزيتش قدم الكثير للجزائر. سؤال أخير، ما هي أفضل ذكرى تبقى عالقة في ذهن لخضر بلومي؟ أفضل ذكرى دون تردد هي فوزنا على منتخب ألمانيا في مونديال 82، كنت أتمنى لو تكرر الأمر في مونديال البرازيل، لكن الأمور لم تفلح مع أبطال العالم.