أبلغ وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، نظيره الروسي، سيرجي لافروف، عن عدم ارتياح واشنطن، بسبب اتجاه موسكو إلى تعزيز عسكري كبير في سوريا هدفه تعزيز موقف الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت تعتزم فيه كل من بريطانياوفرنسا شن هجمات جوية ضد معاقل التنظيم في سوريا تحت لواء التحالف الدولي. اعتبرت السلطات الأمريكية الأمر في غاية الخطورة، عند اكتشافها خطوات تمهيدية روسية تشمل نقل وحدات إسكان سابقة التجهيز لمئات الأشخاص لمطار سوري فيما قد يشير إلى أن روسيا تجهز لنشر معدات عسكرية ثقيلة هناك. وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى تعزيز عسكري روسي مدعم لبشار الأسد، ما اعتبرته أمريكا تصعيدا للصراع بشكل كبير سيؤدي، حسبها، إلى إزهاق المزيد من أرواح الأبرياء وزيادة تدفق اللاجئين وتخاطر بحدوث مواجهة مع التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يعمل في سوريا. واعتبر مسؤولون أمريكيون أنه على الرغم من عدم وجود ما يشيشر إلى اعتزام روسيا إرسال قوات برية ضخمة، فإن وحدات الإسكان يمكن أن تؤوي نحو 1000 مستشار عسكري وأفراد آخرين، وتتيح أن يصبح المطار مركز إمدادات أو نقطة انطلاق لغارات جوية روسية، حيث أشاروا إلى وجود علامات على تحرك روسي للتدخل في سوريا على نحو أبعد من دور الدعم العسكري القوي الذي تقوم به موسكو بالفعل والذي يتضمن تقديم أسلحة وتدريب. ومن جهة أخرى، اقتربت بريطانيا بشكل أكبر من القيام بعمل عسكري في سوريا، حيث كشف وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن أنه يتعين على بريطانيا وأوروبا إيجاد وسيلة لمعالجة الصراع في سوريا، بالإضافة إلى منح اللجوء للفارين بشكل حقيقي من الاضطهاد. وقالت صحيفة صنداي تايمز أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، يريد إجراء تصويت في البرلمان في أول أكتوبر لتمهيد الطريق أمام توجيه ضربات جوية لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ومن جهتها نشرت صحيفة ”لوموند” الفرنسية في وقت سابق، يوم السبت، أن فرنسا تفكر في شن غارات جوية على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لتنضم بذلك إلى التحالف لدولي. وميدانيا ارتفع عدد القتلى في مدينة السويداء جنوبي سوريا إلى 46 بينهم طفل جراء تفجيرين ومواجهات مسلحة في المدينة، فيما تواصلت المظاهرات المنددة بالنظام السوري بعد اغتيال زعيم درزي معارض الجمعة. ومن جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مسلحين دروزا قتلوا 6 من قوات النظام السوري أثناء الاحتجاجات الغاضبة، وإزاء ذلك منعت قوات النظام الدخول والخروج من المحافظة وعمدت إلى قطع خدمة الإنترنت بشكل كلي عنها على إثر الاحتجاجات التي عمت المدينة، بحسب المصادر التي أشارت أن قوات النظام أعادت تجميع قواتها بين المتحف الوطني والمربع الأمني بالمدينة. وأوضحت أن الأمن العسكري سلم مقره للثوار الذين سيطروا على مقر الشرطة العسكرية وأطلقوا سراح معتقلين، في حين ما زال الأمن الجنائي تحت سيطرة النظام، كما أن طريق دمشق السويداء مغلق. ومن جهة أخرى، قتل نحو 50 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية والمعارضة السورية المسلحة في اشتباكات بريف حلب الشمالي لا تزال مستمرة، وقالت فصائل معارضة أنها قتلت نحو 20 من مسلحي تنظيم الدولة في اشتباكات بقرية حربل القريبة من مدينة مارع على الحدود السورية التركية.