وقع ثلاثة بلدان من قارات مختلفة حضورها في السهرة الثانية من المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية في طبعته السابعة، حيث سافر الجمهور على وقع الصوت العذب والإيقاعات الافريقية وصولا إلى روائع الفنان العالمي تشايكوفسكي. انطلقت السهرة مع الفرقة القادمة من إسبانيا، والتي تتشكل من الثلاثي السوبرانو سارة روسيك، التي ضبطت طبقاتها الصوتية على نوتات بيانو خوان إيسكاليرا بينا، وأوتار ألبيرتو بلازا على آلة القيثارة، حيث قدم ثلاثي إسبانيا في ثاني سهرة من الطبعة السابعة للمهرجان برنامجا موسيقيا غنيا من أربعة فقرات، جال فيه العازفان ”إيسكاليرا” و”بلازا” في سجل الموسيقى الكلاسيكية العالمية. وأصغى الجمهور لصوت المتألقة سارة روسيك، التي روت أحداثا معينة ترتبط أساسا بلحظات حب صاف، ومرح الحياة والأرض والجذور وأيضا الطبيعة. في البداية تناسق الصوت مع القيثارة، فأثبتت السوبرانو قوة صوتها الصادح ورددت أغاني سالفادور مثل ”استيقظت ذات إثنين”، ثم ”مقطع القس العاشق” لمؤلفها جواكين رودريغو. كان للقيثارة نكهة خاصة في هذه السهرة، فالعازف ألبيرتو بلازا يعمل مع السوبرانو منذ سنوات ويسعيان إلى تسجيل التراث الموسيقي الإسباني والترويج له، عبر وسائل الاعلام السمعية والبصرية. ليأتي الدور على خوان إيسكاليرا، الذي أكد للجميع علو كعبه وأمتع الجمهور بموسيقى من الذاكرة، وكانت أغنية ”أنا قادم من إسبانيا” ملح الفقرة، حيث كانت عبارة عن لوحة فنية شكل معالمها ثلاثة موسيقيين كبار. من جهتها لم تخيب الفرقة القادمة من جنوب إفريقيا، والتي لم تخرج عن النهج الإفريقي، وبموسيقى كلاسيكية إفريقية خلفت انطباعا حسنا عند الجمهور. وجالت الأوركسترا السيمفونية لمدينة سان بيترسبورغ من روسيا، بقيادة المايستو سيرجيو ستادلر، خلال الليلة الثانية من الطبعة السابعة للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بالجزائر، بين روائع الموسيقى الكلاسيكية الإيطالية العريقة في تقاليدها ومميزاتها، مقدمة تذكرة مجانية للجمهور الحاضر للعودة للقرن الثامن عشر لزيارة كل من لوجي بوكيني، أليكسندر رولا وتيكو باغانيني. وعادت الفرقة التي شاركت في الطبعة السادسة من المهرجان ببرنامج مغاير لما قدمته في الطبعة السادسة، والتي عرفت فيه الجمهور الجزائري بروائع ابن الريف الروسي، عملاق الموسيقى الكلاسيكية تشايكوفسكي. وقدم المايستو سيرجيو ستادلر، الذي قاد أوركيسترا سان بيترسبورغ في أكثر من 70 دولة من أنحاء العالم، لجمهور مسرح محي الدين بشطارزي الذي يحتضن المهرجان، رحلة سياحية في سلم الموسيقى الكلاسيكية كانت نقطة بدايتها مطقوعة ”ليلة.. ساعة بمدريد” للموسيقار الإيطالي لويجي، ومرت على كل من ”سوناتات” (السوناتة: هو تكوين في الموسيقى الكلاسيكية فعال للعديد من الحركات) في ”آ الخشن”، ”دي الخشن”، مع مطقوعتين ”أديغيو” (المقطوعة الموسيقية المتنقلة بين الإيقاع البطيء والبطء المعتدل) وصولا إلى مقطوعتين من صنف المقطوعات الدائمة الحركة. وأثنى قائد الأوركيسترا السيمفمونية لسان بيترسبورغ من روسيا، سيرجيو ستادلر، على الجمهور الجزائري الذي يشاركه سهرات مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى السيمفونية، مؤكدا أن الجمهور الجزائري ”جمهور ذواق للموسيقى الكلاسيكية ومتفاعل كثيرا مع الموسيقيين ”. ووصف المتحدث السهرة التي قدمها مع فرقته في الليلة الثانية من المهرجان بالرائعة، قدم فيها أكثر المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية شهرة في إيطاليا، بعدما قدم الموسيقى الروسية العريقة في الليلة الثالثة من الطبعة السادسة من نفس المهرجان، وفي حديثه عن الموسيقى الروسية بشكل خاص، أشار أن ”الموسيقى الكلاسيكية الروسية لا تختلف كثيرا عن الموسيقى الأوربية، وهي مهمة في الريبيرتوار العالمي، وتتميز ببعض خصائص المحلية في الريف الروسي الذي ترعرع فيه الكثير من الموسيقيين، وهي جزء لا يتجزأ من الثقافة الروسية”.